السؤال
أنا أمر بفترة من التوتر أعني من الاكتئاب والصداع في بعض الأحيان وأعاني من الأحلام المزعجة الكوابيس وتكون دائما في وقت معين في الضحى وأستيقظ مرتعبة، دائما أحلم أن جانا يقول لي إنه يريد أن يدخل في ولكن تكثر عندما أكون في منزلي لقد كانت تتكرر علي بصور مختلفة مرة حلمت أن جانا حاول أن يضربني وكنت حاملا في هذه الفترة، لكن كنت أحمل المصحف الشريف وأقرأ سورة البقرة وسورة سبأ. ومرة أن الجان يقول أنا راح أدخل فيك ولا يستطيع أحد أن يساعدك، وأحلم أن أحدا يضحكني وأستيقظ ولا أدري علام كنت أضحك. أنا امرأة متزوجه ولدي طفلان لا أشعر بطمأنينة في منزلي أشعر دائما أن أحدا يراقبني وأشعر بنسمات هواء وضيق في صدري أصبحت الكوابيس تأتي بشكل مستمر وعندما أشرب ماء زمزم مقروء عليه أشعر بالغثيان وكثيرا ما أشعر بالقشعريرة أشعر أنه دائما يكلمني بإذني أرجو الرد علي؟ وجزاكم الله خيرا أبلغ من العمر 22 سنة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نذكر أختي السائلة الكريمة بهذه القاعدة التي أرساها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: عجبا لأمر المؤمن أن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله ا لرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وحسنه الألباني.
فقبل أي شيء عليك أختي الكريمة بالرضى بقضاء الله وفوضي الأمر إليه، ولا تنسي أن سلاح المؤمن الذي لا ينبغي أن يفارقه هو الدعاء واللجوء إلى الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. رواه الترمذي وحسنه، وحسنه الألباني.
وقال أيضا صلوات الله وسلامه عليه: ما من أحد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني. فالله عز وجل هو الكافي الشافي، فلا يجلب النفع إلا هو ولا يدفع الضر إلا هو، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فعليك أختي الكريمة بحسن التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه وحسن الظن والاستعانة به، وعليك بالدعاء والرقية الشرعية، فإن ما تشتكينه إنما هو من عمل الشيطان، الذي يقارن من غفل عن ذكر الله العظيم، وابتعد عن القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين {الزخرف:36}، وفي المقابل يقول الله تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}، فذكر الله هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم، كما في الحديث الشريف: وأمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب، وصححه الألباني. فعليك بملازمة ذكر الله لا سيما أذكار النوم، والتي سبق بيانها في الفتوى رقم: 4514، كما سبق بيان علاج الكوابيس في الفتوى رقم: 4179، والفتوى رقم: 11014.
واستمري على الرقية الشرعية. وراجعي للأهمية في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24671، 25030، 4403، 5241.
والله أعلم.