السؤال
مشكلتي هي منذ فترة ليست بالقصيرة تردني رسائل على بريدي الالكتروني تحذر من قرب يوم القيامة و لا أخفيكم أنا مذعورة جدا أصبح كل همي هو تتبع الأخبار و التقوقع و الجلوس أمام الانترنت حتى أهملت نفسي و بيتي و زوجي جل همي هو التفكير في هذا الموضوع و لا أعلم من وقاحة الذين يرسلون لي الرسائل ذهبوا لتحديد وقت قيام الساعة تقريبيا مع أنها في علم الغيب، و لكن ما أفعل في نفسي لا آكل جيدا و لا أنام جيدا ولا أهتم بنفسي وابنتي وزوجي أنا أكتب لكم كأني أحث نفسي لا أخفيكم أشعر أن لدي فوبيا أو مرضا نفسيا دائمة الخوف و الذعر و ليس بيني و بين الحياة أي صلة و بالمقابل لا أقوم بأموري الدينية بشكل جيد من التفكير. لماذا يرسلون مثل هذه الرسائل؟ و ماذا يستفيدون؟ و كيف أتغلب على ما أنا فيه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى كما لا يعلم متى تكون الوفاة إلا الله.
قال تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون {الأعراف:187}
وقال تعالى: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير {لقمان:34}
وعليه، فهؤلاء المدعون للعلم بزمن قيام الساعة كذابون وعليك أن تتركي الاستماع لهم ولا يجوز تصديقهم.
ولكن المسلم يتعين عليه تذكر الآخرة، والإعداد لها بالاستقامة على الطاعات والإكثار من الأعمال الصالحة والتوبة والإنابة إلى الله دائما.
وعليه أن يكثر من مطالعة نصوص الوحي التي تتحدث عن الآخرة وما فيها من الوعد والوعيد لتحفزه وتنشطه للطاعات وتقمعه عن المعاصي، ويظل خائفا راجيا فلا يأمن من مكر الله، ولا ييأس من روح الله، بل يحسن الظن بالله ويحمل نفسه على الانقياد لله.
ففي الصحيحين عن أنس: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة: قال وما أعددت لها ..
فننصحك بالقيام بأمور بيتك محتسبة لله تعالى في ذلك، فخدمة الزوج والأبناء ورعايتهم من آكد الطاعات التي تقوم بها المسلمة، وأما التفكير الذي لا يحفز على العمل الصالح فهو غير محمود.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5563،
6603، 8181، 80219، 34952، 13448.
والله أعلم.