السؤال
حكم من يصلي فيقرأ الفاتحة أكثر من مرة ثم يدعو بعدها ثم يقرأ سورة ثم يدعو ثم يكبر فيركع ثم بعد ما صلى قلت له إن ذلك بدعة فقال أنت لا تعلم شيئا؟
حكم من يصلي فيقرأ الفاتحة أكثر من مرة ثم يدعو بعدها ثم يقرأ سورة ثم يدعو ثم يكبر فيركع ثم بعد ما صلى قلت له إن ذلك بدعة فقال أنت لا تعلم شيئا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في حكم تكرار الفاتحة، فأباحها فريق من العلماء لأنها قراءة قرآن فلم تمنع، وقال فريق آخر ببطلان الصلاة بتكرارها، لأنه ركن كرره فأبطل الصلاة كما لو زاد ركوعا أو سجودا، وتوسط آخرون فقالوا بكراهة تكرارها خروجا من خلاف من أبطلها ولأنه لم ينقل، وهذا القول هو المعتمد عند الحنابلة وهو الراجح إن شاء الله تعالى، هذا فيما لو كررها لغير عذر.
وأما إن كررها لعذر كالشك في قراءتها أو في قراءة آية منها، أو تحصيل سنة الجهر فلا كراهة، وانظر لذلك الفتوى رقم: 102995.
وأما الدعاء بعد الفاتحة وقبل السورة وبعد السورة وقبل الركوع فمما لم ينقل فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يتركوا شيئا من سنته إلا بينوه ونقلوه لنا، وقد بينوا صفة صلاته من افتتاحها إلى اختتامها أتم بيان، ولم يتركوا شاردة ولا واردة إلا ذكروها، حتى لقد ذكروا اضطراب لحيته في صلاته صلى الله عليه وسلم، وكان مما بينوه مواضع دعائه في صلاته صلى الله عليه وسلم، وقد وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 218965.
وليس من هذا المواضع التي كان يدعو فيها بعد الفاتحة ولا بعد السورة، ومن ادعى خلاف هذا فعليه الدليل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي. أخرجه البخاري. وأحسن الهدي هديه صلى الله عليه وسلم فالمتعين الوقوف مع أقواله وأفعاله والدوران مع سنته حيث دارت، ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لحسن متابعته صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.