خطأ التوهم أن ابتلاء المؤمن يبعده عن الله

0 277

السؤال

أسأل عن صعوبة التفكير في الحقيقة، وأن الإنسان غير راض عما هو فيه. فكيف يحب الإنسان الله وهو يشعر أن كل بلاء جديد يبعده عن الله ولا يقربه منه إذا أحب الله عبدا ابتلاه؟ فمن قوة الهموم والابتلاءات وعدم تحقق المطلوب من الأماني والدعوات، قد يشعر الإنسان أن الله غير مهتم به، وهذا قد يشككه في الدين أيضا وحقائق الأشياء والإيمان بها. فكيف التصرف مع هذه الأفكار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

الجواب عن سؤالك كالتالي:

أولا: عن صعوبة التفكير في الحقيقة.. إن كنت تقصد حقيقة المعاد والبعث فاعلم أن الإيمان والتصديق به من أركان الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا به، والشك فيه نقض للإيمان، فيجب الاستعاذة بالله من شر الوساوس المفضية إلى ذلك، والقبض على عرى الأدلة من القرآن والسنة والتصديق التام بأخبارهما بلا ريب.

ثانيا: أما عدم الرضى بما قدره الله للعبد.. فاعلم أن على المؤمن أن يصبر على ما قدره الله له من المقادير والأرزاق، وينبغي أن يعيش راضيا بذلك، غير ناقم على عيش أو وضع أو ظرف، أما مجرد التوهم أن كل بلاء يبعد عن الله فهذا خطأ مخالف للأدلة القاضية أن ما أصاب المؤمن من بلاء إلا كفر الله به خطاياه، وفي هذا تقريب من الله مع الصبر والرضى.

ثالثا: أما قوة الهموم.. فعلاجها ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدعاء: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال. رواه البخاري. مع الإكثار من ذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعا: أما عدم تحقق المطلوب من الدعاء فاعلم أن لإجابة الدعاء ثلاث صور:

1- إعطاء العبد ما سأل.

2- دفع البلاء النازل.

3- إرجاء أجرها إلى يوم القيامة.

وكل هذه خير.

خامسا: أخيرا ننصحك بعدم الاسترسال في هذه الوساوس التي تؤدي بالعبد في آخرها إلى الشك في أصول الدين والاعتقاد، وعليك مدافعتها والاستعاذة بالله حين تواردها وورودها، وذكر الله حينئذ فإنه طارد للشيطان، أو الاشتغال بقراءة القرآن فإنه اتصال بالله سبحانه وتعالى الذي من لجأ إليه واتصل به كفاه همه وصرف عنه الخواطر الإبليسية، وراجع فتوانا رقم: 58741، 97066.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة