السؤال
بارك الله فيكم جميعا، إخواني الكرام أنا شاب ملتزم أقوم بواجباتي الدينية كما يجب أمرت أن أقوم بها طوال يومي في يوم من الأيام دخلت موقع قرآن ويب أريد أن أقرأ قرآنا فوجدت إعلان موقع زواج دخلت إليه لكي أرى ما فيه وسجلت به وحصلت على بنت متلزمة، والحمد لله البنت هذه موجوده في إيميلي لا تترك مكانا للشيطان أن يدخل بيننا فهي تأتيني بالنصائح والمعلومات وتناقشني في مواضيع ثقافية فلا تترك أي مجال لكي يدخل الشيطان بيننا فطوال ما هي متواجدة على الإنترنت كل كلامها معي نقاش ونصائح وأدعية وغيرها ويشهد الله على أنني كنت مقصرا في الصلاة بسبب دوامي المتقلب ولكنها طلبت مني أن أعدها على الصلاة بوقتها مهما كان الثمن وعاهدتها وأصبحت لا أضيع فرضا وأوفيت بوعدي وأصلي في المسجد جميع الفروض هذه البنت سوف أطلبها للزواج مهما كان الثمن ولقد عاهدت الله على ذلك فهي غيرت الكثير في حياتي أصبحت شخصا مختلفا تماما أصبحت ملتزما جدا تركت التدخين تركت كل شيء يفسد التزامي وهي وراء ذلك وما أريد معرفته هل تواجدي معها حرام، علما بأننا لم نزل أي زلة والله شاهد على ذلك وهل وجودها في إيميلي حرام علما بأنني لا أستطيع تصور الموقف أنني لن أتزوجها فهذه ذات الدين.. فأنا أقتل نفسي تفكيرا أنني أكون معها على الإيميل وهذا قد يكون حراما، ولكننا نفيد بعضا خلال تواجدنا ونقعد كل يوم لمدة 3 ساعات أنا لا أعرف هل هو حرام أم ماذا حكم مثل موقفي، أتمنى الإفادة؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزى الله خيرا هذه الأخت على حرصها على القيام بواجب الدعوة إلى الله، وجزاك الله خيرا على قبولك لنصحها ومحافظتك على الصلاة وتركك التدخين، وأما محادثتك لها على الإنترنت فإن كان ذلك من خلال منتديات عامة يمكن للجميع الاطلاع على ما فيها فلا حرج في ذلك، وأما إن كانت هذه المحادثة من خلال الغرف الخاصة أو عبر الإيميل الخاص مثلا فيجب عليك الحذر من ذلك إذ لا يبعد أن يقودكما الشيطان إلى الوقوع فيما لا يرضى الله تعالى، وعليك بإغلاق الباب أمام الشيطان بإلغاء بريدها الالكتروني من القائمة التي عندك، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 1932.
وأما زواجك منها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه. ولكن لا ينبغي الاغترار بمجرد معرفة الشخص من خلال المحادثة عبر الإنترنت، إذ لا بد من السؤال عنها لمعرفة حقيقة دينها وخلقها، فإن تبين لك أنها أهل لأن تكون لك زوجة فاستخر الله تعالى في الأمر وتقدم لخطبتها من أهلها، وسيقدر الله لك ما فيه الخير بإذنه سبحانه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 19333.
فإن تيسر هذا الزواج فبها ونعمت، وإلا فاصرف قلبك عنها وقل (فلعل الله تعالى قد صرف عني شرا) وهو القائل سبحانه: ... وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة:216}، وسل الله تعالى أن يبدلك خيرا منها، وللفائدة راجع في ذلك الفتوى رقم: 9463، والفتوى رقم: 10103.
والله أعلم.