الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في أداء الوتر بثلاث ركعات متصلات بسلام واحد, وانظر الفتوى رقم: 47029
, والفتوى رقم: 77741, ولا حرج أيضا في أن يقرأ في الشفع التي قبل الوتر جزءا من سورة الأعلى والأمر في هذا واسع, وأما السجع في الدعاء فقد كرهه أهل العلم, قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه عن دعاء القنوت: ... ويجتنب قصد السجع في الدعاء, والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد وقد ثبت في صحيح البخاري رحمه الله تعالى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له: فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه, فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه,لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب ... .انتهى. وانظر له الفتوى رقم: 110531.
والدعاء الذي ذكره السائل: لا تخالطه الظنون ... إلخ. ذكره الشيخ بكر رحمه الله في جملة الأدعية التي ينبغي اجتنابها، وقال: ومنها ما يروى عن أنس مرفوعا أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول : يا من لا تراه العيون ,ولا تخالطه الظنون ... الحديث. أخرجه الطبراني في -الأوسط - بسند فرد من لا يعرف, وهو شيخ الطبراني, وتدليس أحد رواته مع ثقته. انتهى.
وكذا التغني بالدعاء كما يتغنى بالقرآن لا نعلم له مستندا من السنة, قال الشيخ بكر رحمه الله: إن التلحين, والتطريب, والتغني, والتقعر, والتمطيط في أداء الدعاء, منكر عظيم, ينافي الضراعة, والابتهال, والعبودية, وداعية للرياء, والإعجاب, وتكثير جمع المعجبين به وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث.
فعلى من وفقه الله تعالى وصار إماما للناس في الصلوات, وقنت في الوتر أن يجتهد في تصحيح النية, وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد, بضراعة وابتهال, متخلصا مما ذكر, مجتنبا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه. ... انتهى.
وانظر كتابه تصحيح الدعاء وكتابه القنوت ففيهما بحوث مفيدة حول كثير من البدع التي ألصقت بالدعاء والقنوت .
والله أعلم.