السؤال
كنت أتابع الصفحة المخصصة لواحة رمضان وأعجبنى باب أحاديث رمضانية وقمت بإستطلاعها ووجدت فيها مقالا بعنوان أحاديث تصح وأحاديث لا تصح وقمت بقراءتها كلها، ولكن لفت نظري وجود حديث في مقال أحاديث لا تصح وذكر الكاتب أنه ضعيف ثم وجدت نفس الحديث فى مقال أحاديث تصح والحديث هو (ما تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الإفطار، فأرجو الإفادة فهل هذه المقالات يكتبها متخصصون أم زوار للموقع عاديون وأيهما أصح هل هو صحيح أم ضعيف، وذلك حتى يعم النفع؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث باللفظ الذي سألت عنه حديث منكر وسنده ضعيف، كما ذكر الشيخ الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل وهو بهذا اللفظ ذكر في الأحاديث التي لا تصح كما قرأته، ولفظ كلام الشيخ الألباني رحمه الله: حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطر. رواه أحمد. منكر بهذا التمام. أخرجه أحمد (5/146 و172) من طريق ابن لهيعه عن سالم بن غيلان عن سليمان بن أبي عثمان عن عدي بن حاتم الحمصي عن أبي ذر به، قلت: وهذا سند ضعيف، ابن لهيعة ضعيف، وليس الحديث من رواية أحد العبادلة عنه، وسليمان بن أبي عثمان مجهول، وبه أعله الهيثمي فقال في مجمع الزوائد: وفيه سليمان بن أبي عثمان قال أبو حاتم: مجهول. وسكوته عن ابن لهيعة ليس بجيد، وإنما قلت إن الحديث منكر، لأنه قد جاءت أحاديث كثيرة بمعناه، لم يرد فيها (تأخير السحور) أصحها حديث سهل بن سعد مرفوعا بلفظ: لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار. أخرجه بهذا اللفظ أبو نعيم في الحلية بسند صحيح، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف. انتهى.
وأما ما قرأته في الأحاديث الصحيحة فهي روايات ثابتة، فالأول قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون. رواه أبو داود وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما وحسنه الشيخ الألباني.. والثاني قوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار وتأخير السحور ووضع اليمين على الشمال في الصلاة. رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع..
فهذه الألفاظ ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك اللفظ فإنه لم يثبت والكلام هنا إنما هو عن نسبة الألفاظ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما المعنى وهو تعجيل الفطر وتأخير السحور فهو ثابت بلا شك وبهذا يتبين لك أخي الكريم أنه لا تعارض بين ما قرأته في الموضعين.
والله أعلم.