السؤال
أنا امرأة متزوجة وأحب رجلا متزوجا وبالطبع أخشى الله ولا أريد أن أقع في المعصية ولكن أريد أن أصبر نفسي عنه بأمر وهو أني سألتقي به في الجنة إذا صبرت وعصمت نفسي منه فهل إذا اتقيت الله ولم أخطئ يمكنه أن يكون زوجي في الجنة، أم أن زوجي في الجنة يجب أن يكون هو زوجي الحالي فقط ولا يمكنني أن أتزوج غيره؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي -أيتها السائلة- أن الحياة الزوجية رباط وثيق، وميثاق غليظ يقوم على الإخلاص في الألفة والمودة والمحبة، التي يكون نتاجها الوفاء والرحمة والسكن والاطمئنان، وقد أباح الله للزوج أن يتزوج أكثر من واحدة بشرط ألا يزيد على أربع نسوة، ولم يبح للزوجة إلا زوجا واحدا وهذا من حكمة الله تعالى، لأن التعدد يليق بالرجل ولا يليق بالمرأة، وإذا كانت حكمة اللطيف الخبير قد اقتضت ألا يكون للمرأة إلا زوج واحد.. فينبغي لها أن تجعل حبها وقلبها وعواطفها لزوجها وحده، إذ تعلق القلب بغير الزوج معصية للرب، وخيانة للزوج لا يرضاها الله تعالى ولا يقر عليها خلق أو دين، وهي من وساوس الشيطان ومكائده لتفتيت الأسر وهدم كيانها وتقطيع أوصالها.
أما بالنسبة لأمر الجنة فإن الزوج إذا دخل الجنة وكانت زوجته صالحة فإنها تكون زوجته في الجنة أيضا، لقوله تعالى: جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم {الرعد:23}، وقوله تعالى: ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون {الزخرف:70}..
وإذا تزوجت المرأة أكثر من زوج، ودخل جميعهم الجنة، فالراجح أنها لآخر أزواجها لما رواه البيهقي في سننه أن حذيفة قال لزوجته: إن شئت تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا. فلذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة.
وعلى السائلة ألا تشغل نفسها بأمر الزواج في الجنة بل عليها أن تشغل نفسها بما يوصلها إلى رضوان الله والفوز بجناته من الأعمال الصالحة والقلب السليم النقي من الهوى والشهوات والشبهات، فإن هذا هو ما يوصل العبد إلى رضوان الله ويوجب له سكنى الجنان، فإذا وصل العبد إلى الجنة فليهنأ وليستبشر فإن له فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، جعلنا الله من أهلها بفضله ورحمته.
وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19824، 35957، 31019، 94830.
والله أعلم.