حكم من يقول لشخص بعد حصول مشكلة معه: الله بلاني بك

0 180

السؤال

السؤال: ما حكم من يقول لشخص بعد حصول مشكلة معه الله بلاني بك أو ما شاكل هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان هذا القائل يقول هذه الكلمة لذاك الشخص لكونه فعل ما جلب له المشاكل بأقواله أو أفعاله، فالكلمة لا تقدح في عقيدة الإنسان حينئذ، ولكن لا ينبغي له قول ذلك لأخيه المسلم، وينبغي بدلا من ذلك أن يقول قولا حسنا فذلك أدعى للألفة وإزالة الضغائن؛ كما قال سبحانه: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.

أما إن كان يقول له هذا لتشاؤمه به فقط ، فهذا لا يجوز؛ لأنه من التشاؤم المنهي عنه والمذموم، فعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك الطيرة شرك ثلاثا. رواه أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

 والطيرة: هي التشاؤم، وهي من سوء الظن بالله .

 قال السندي في شرح ابن ماجه: قوله: شرك إذا اعتقد لها تأثيرا، أو معناه أنها من أعمال أهل الشرك، أو مفضية إليه باعتقادها مؤثرة، أو المراد الشرك الخفي. انتهى.

والواجب على المسلم التوكل على الله، وإذا وجد شيئا من ذلك فليدفعه بالإيمان واليقين ، وليقل ما ورد في السنة، فعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك. قالوا: يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك. رواه أحمد وصححه الألباني.

وروي في حديث آخر عن عروة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، رواه أبوداود وضعفه الألباني.

وقد تناولنا ما يتعلق بالطيرة والتشاؤم بالأشخاص في فتاوى سابقة هذه أرقامها: 17133 ،68888،  14326.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات