حكم إطالة الركوع لانتظار الموسوس حتى يدخل في الصلاة

0 225

السؤال

لي أخت ابتلاها الله بالوسواس فى الصلاة، فتلقى صعوبة فى رفع يدها لتكبيرة الإحرام وفي نطقها وقد تدخل الصلاة وتسلم مرة أخرى لشكها فى أي شيء فى النية أو خلافه، وتظل فترة حتى تجد القدرة على رفع يدها والتكبير وبدأنا نصلي معها جماعة لنساعدها على التخلص من الوسواس ولكنها لا تدخل إلا بعد الفاتحه وفى بعض الأحيان فى الركوع وقد ننتظرها فى الركوع لمدة قد تصل لدقائق حتى تدخل فى الصلاة، وأريد أن أسأل ما حكم انتظارنا لها فى الركوع وهل من ذكر معين نقوله حتى تتمكن من الدخول أم أنه لا يجب انتظارها وهل من علاج لهذا الوسواس، مع العلم بأنها عولجت بالقرآن لفترة طويلة ولم يتغير الوضع، فأرجو إفادتنا لأنها تتعذب كثيرا حتى تستطيع الدخول فى الصلاة والجميع قال لها أن تطرح الشك وتحاول أن تأتي بالتكبير بقدر المستطاع ولا تشق على نفسها، فهل ذلك صحيح وهل من الممكن العلاج من هذا الوسواس أم عليها الاستعانه بطبيب نفسي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا حكم انتظار المأموم في الركوع ليدرك الركعة في الفتوى رقم: 50759، والراجح أنه مستحب ما لم يشق على المأمومين، وأما وجوبه فلا قائل به من أهل العلم فيما نعلم، وأما أذكار الركوع فهي كثيرة، ومنها ما رواه حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم. رواه الخمسة وصححه الترمذي. وعن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح. رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن. متفق عليه.

وفي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقل به قدمي. وفي سنن أبي داود بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبحان ذي الجبروات والملكوت والكبرياء والعظمة.

وأما فيما يتعلق بهذه الأخت فما نصحتموها به من ترك الوسوسة والإعراض عنها هو الصواب، وهو العلاج الذي لا علاج لها غيره، ومما يعينها على ذلك أن تستعين بالدعاء والإقبال على الله ليرفع عنها هذا البلاء، وأن تعلم أن دين الله يسر فلماذا تشق هي على نفسها، وإذا كانت تريد مرضاة الله فإن مرضاة الله لا تنال إلا باتباع شرعه، وشرع الله في هذه الحال هو أن تقبل على عبادتها وصلاتها معرضة عن الوسوسة غير ملتفتة لتلبيس الشيطان... والأمر يسير فما هو إلا أن تتعامل مع أذكار الصلاة بطريقة عادية، وقد ذكروا أن بعض الطلاب قال لشيخه إني أوسوس في التكبير فلا أستطيع أن أقول الله أكبر إلا بمشقة بالغة، فقال له: قلها كما قلتها الآن. ولا بأس من الاستعانة بطبيبة نفسية، فإن ذلك من التداوي وقد شرع الله التداوي عموما وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات