السؤال
لي بعض الاستفسارات مشوشة ومغيبة عني... علماؤنا ومشايخنا الأجلاء يناقشون دائما مشاكل الأسرة المسلمة فى الفضائيات والمحاضرات والاجتماعات الخاصة ألم نلاحظ أن 90% من وجود أطفال الشوارع- وانتشار الإدمان والكلة- وانتشار الجريمة بالشوارع- وانتشار الزواج غير الشرعي بمسمياته المختلفة- وانتشار أغلب المفاسد والموبقات- والعداء بين الأسر والعائلات.. أعتقد أن سبب ذلك يرجع لخروج لفظ الطلاق من الزوج بصرف النظر مقصود أم غير مقصود.. بنية صادقة أو بغير نية.. ما أعرفه على حد علمي المتواضع بجانب علوم علمائنا أن الله تعالى شرع الطلاق وجعله حلالا فى حالة واحدة فقط وهي (استحالة استمرار العشرة) بأسبابها المتعددة.. وللتأكد من ذلك أوصى ربنا العالم بالنوايا: استدعاء حكما من أهله وحكما من أهلها لإصلاح ذات البين.. وإن لم يتمكنا من الإصلاح يتأكدان من واقعة الطلاق.. وعليه أتساءل لماذا يقر علماؤنا الكرام بصحة الطلاق بمجرد خروج اللفظ من الزوج وإن كان مازحا أو ناسيا أو غاضبا دون التأكد من نوايا الزوج وما يقصده.. وفى غيبة الحكمين الذي أمرنا ربنا بحضورهما.. إذا وقع الطلاق بالطريقة السابقة.. (وطلقوهن لعدتهن) من الذي يحدد مدة العدة للزوجة.. الزوج أم الزوجة.. وكلاهما غير مقتنعين بما حدث.. أعتقد من الضرورى الرجوع لموضوع الحكمين كما قال الله تعالى.. لو أقرت الزوجة المتدينة أن زوجها طلقها 3 مرات وأنكر الزوج ذلك.. ما العمل.. وما موقف الدين، إذا أراد الرجل صادقا تطليق زوجته.. فماذا يضره لو طلقها رسميا.. الزواج له شروط لا يصح إلا بتوافرها وعدم توافرها كارثة.. وأعتقد أن كارثة الطلاق كارثة كبرى بل أكبر.. فلماذا لا يتوافر فى الطلاق ما نوفره فى الزواج.. إذا كان الطلاق حق للرجل فقط.. فهل نقر له ذلك بهذه السهولة واليسر.. وإذا كان حق للزوج فقط فلماذا نقر طلاق الزوجة بطريقة الخلع وتشهيرها بالرجل وتجريسة.. وعليه يكون الطلاق حق للزوجة أيضا وليس للزوج فقط.. أعلم أن علماء الأزهر والأوقاف يبحثون بكل جدية (الكشف الطبي قبل الزواج/ استخراج تصريح لمن يريد تحديد جنسية المولود/ تحديث الخطاب الديني تلاشيا لعذاب القبر وثعبانه الأقرع وأيضا لبث روح التفاؤل لا التشائم بقسوة الحياة المعيشية الحالية.. وغيره) .. ألم يجدر بهم أن يتفضلوا للبحث عن كيفية تحديث الطلاق حفاظا على كيان الأسرة كلبنة المجتمع الإسلامى ومع المتغيرات العصرية المختلفة المحيطة.. أعتقد أنه عندما يكون الطلاق رسميا أو أمام الحكمين.. سيريحنا ويوفر علينا الكثير من مسميات الطلاق (طلاق المكره- السكران- الهزل- الغضبان- الغافل- الساهي- المدهوش- الطلاق على شرط).. إلخ، أنا فى حيرة كبيرة.. ولا أعرف.. يا ترى الإسلام ولا المسلمين أيهما يحرص على هدم كيان الأسرة المسلمة بهذه السهولة وبكلمة عفوية تخرج من فم الزوج.. مازحا أو ناسيا أوغاضبا.. ولم نجد لهما مخرجا إلا بالتشريد.. معتمدا على (ثلاثة جدهن جد وهزلهن جد: الزواج والعتق والطلاق).. فى حين باب التوبة مفتوح للقاتل (ولو قتل 100 نفس).. وهل يجوز أن يزوج الأب (الولي) فى حالة اتفاقه مع عريس لابنته دون موافقتها كما فى الحديث.. الله أعلم.
المسيحية لا تجرم الطلاق بل تحرمه إلا لعلة الزنا فقط (والتى يستحيل إثباتها).. بمعنى إنها تصعب كل الطرق المؤدية لذلك حفاظا على كينوناتهم.. ونحن كمسلمين أمامنا الإسلام بمساحاتة الشاسعة من الغفران والسماحة.. نبحث عن أي شيء بسيط (وكأننا بانتظار من يتلفظ) لنشرد أسرته.. لماذا الله أعلم.. وأخيرا أنا لا أرفض ولا أعترض وما كان ليكون لمثلي أن يخوض في ذلك وإنما الغرض الاستفسارالنابع والحرص الشديد على كيان الأسرة وتماسك المجتمع الإسلامى.. فقط لاغير.. ولك مني ومن جميع المسلمين الشكر والدعوات بالخير... وأعتذر كثيرا للإطالة.