السؤال
هل يجوز للمرء أن يصطاد السمك في أعماق البحر وذلك بالغوص مع إمكانية دخول الماء في جوفه، فهل صيامه صحيح وماذا عليه لو كان عمله في هذه الفترة هو اصطياد الأخطبوط بهذه الطريقة، فعل عليه كفارة وهل صيامه صحيح؟
هل يجوز للمرء أن يصطاد السمك في أعماق البحر وذلك بالغوص مع إمكانية دخول الماء في جوفه، فهل صيامه صحيح وماذا عليه لو كان عمله في هذه الفترة هو اصطياد الأخطبوط بهذه الطريقة، فعل عليه كفارة وهل صيامه صحيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صيد السمك مباح في الأصل، لقوله تعالى: أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم {المائدة:96}، وإذا كان اصطياده يحصل بالغوص في الماء فهذا محل خلاف بين العلماء هل له أن يغوص في الماء أو لا، فمنهم من أجاز ذلك بشرط الأمن من دخول الماء إلى الحلق والمسامع، ومنهم من قال بكراهة ذلك، وذهب بعضهم إلى الجواز.. وإذا دخل الماء في حلقه من غير قصد فإن صومه صحيح عند الحنابلة وبعض الشافعية ولا تجب عليه كفارة.
وذهب الجمهور إلى بطلان صومه واحتجوا لذلك بحديث لقيط بن صبرة أنه صلى الله عليه وسلم قال له: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما.
فنهاه عن المبالغة فلو لم يكن وصول الماء في المبالغة يبطل صومه لم يكن للنهي عن المبالغة معنى، ورجح العراقي في طرح التثريب القول بالبطلان.
قال صاحب الكفاف:
وكرهوا الدوا نهارا إن جهل * سلامة إلا فحل وحظل.
وذوق طعم كرهوا وصوما * رابع نحر غمس رأس في الما.
وأما إذا كان الغالب على الغائص أنه يبتلع الماء فإنه يمنع عليه الغوص في الماء في حال الصوم لئلا يفسد صومه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 78371.
والله أعلم.