ما يلزم من عجز عن حفظ الفاتحة

0 480

السؤال

أمي امرأة طاعنة في السن تصلي والحمد لله ولكنها لا تحفظ شيئا من كتاب الله وحاولت تعليمها أن تحفظ شيئا من القرآن، ولكن كبر سنها وأميتها تمنعها من الحفظ, فهي أثناء الصلاة تقرأ ما يقارب نصف الفاتحة وتركع وتسجد وهي جالسة لمرض في رجلها، فهل تصح صلاتها وماذا عساي أن أفعل لها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يبارك فيك وفيها وأن يختم لنا ولها بالخير.. فالواجب عليها تعلم الفاتحة فإن عجزت عن التعلم للفاتحة نظر، فإن كانت لا تحفظ إلا آية منها فإنها تكررها سبع مرات، وإن كانت تحفظ أكثر من آية منها كررت بقدر الفاتحة، والفاتحة كما هو معلوم سبع آيات فإن لم تتمكن من قراءة شيء من الفاتحة وكانت تقدر على قراءة شيء من القرآن قرأت بقدر الفاتحة، فإن عجزت عن شيء من القرآن قالت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 قال ابن قدامة في المغني: وإن لم يحسن شيئا منها وكان يحفظ غيرها من القرآن قرأ منه بقدرها إن قدر، لا يجزئه غيره لما روى أبو داود عن رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قمت إلى الصلاة فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد لله وهلله وكبره (ولأنه من جنسها فكان أولى. ويجب أن يقرأ بعدد آياتها). إلى أن قال: فإن لم يحسن إلا آية كررها سبعا، فإن لم يحسن شيئا من القرآن، ولا أمكنه التعلم قبل خروج الوقت لزمه أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. لما رواه أبو داود قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن، فعلمني ما يجزئني منه، فقال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: هذا لله، فما لي؟ قال: تقول: اللهم اغفر لي، وارحمني، وارزقني، واهدني، وعافني. انتهى.

وعليه فإن أمك تؤمر بتكرير ما تحفظه من الفاتحة حتى تستكمل سبع آيات إن لم يمكنها التعلم لباقيها، وأما صلاتها قاعدة فهذا هو الواجب عليها إذا كانت عاجزة عن القيام، وتومئ بالركوع والسجود إذا عجزت عنهما، وانظر لذلك الفتوى رقم: 27605.

وأما ما تفعله معها فنوصيك بالاجتهاد في برها والإحسان إليها، واغتنام فرصة حياتها، ونصيحتها فيما يلزمها برفق ولين، وأن تحرص على رضاها بكل ممكن فإن رضا الرب في رضا الوالد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة