السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، 1- هل صحيح أن هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر فيه بقيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهاره؟2- هل صحيح أنه في ليلة النصف من شعبان تتساقط من الشجرة أوراق الذين سوف تننهى آجالهم قبل شعبان القادم؟ 4- هل صحيح أنه في ليلة النصف من شعبان تطوى الصحف وتفتح صحف أخرى باعتبار أنتهاء سنة عن رب العالمين عز وجل وبداية سنة جديدة؟جزاكم الله خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى ابن ماجه والبيهقي في الشعب عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فارزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر".
وهذا الحديث موضوع، ففي إسناده ابن أبي سبرة، قال عنه الإمام أحمد: كان يضع الحديث.
وقد ضعف الحديث: البوصيري في الزوائد، وابن رجب في لطائف المعارف، وأشار إلى ضعفه المنذري في الترغيب والترهيب.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع والسلسلة الضعيفة (2132)، وقد صحح بعض أهل العلم بعض الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان، وراجع لذلك الفتوى رقم: 6088.
فقد قال القاضي أبو بكر ابن العربي في كتاب (أحكام القرآن) ج/4/117: وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلفتوا إليها. ا.هـ.
ومن الأحاديث التي أشار إليها ابن العربي فيما يتعلق بنسخ الآجال: ما رواه الدينوري عن راشد بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة".
وهذا حديث مرسل، والمرسل من قسم الضعيف.
وروى ابن جرير عن عثمان بن محمد بن المغيرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له، وقد اخرج اسمه في الموتى".
وهذا أيضا مرسل.
وروى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال في تفسير قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم) [الدخان:3-4].
في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة، وينسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج، فلا يزاد فيهم ولا ينقص.
وهذا أثر مقطوع من قول عكرمة، وجمهور المفسرين من الصحابة والتابعين، وأئمة التفسير على أن المراد بالآية ليلة القدر، لأنها هي التي نزل فيها القرآن.
والله أعلم.