السؤال
أرغب في السفر للمسجد الأقصى ومعي صحبة ومحرم وقيل لي إن هذا لا يجوز لأن التأشيرة سآخذها من السفارة الإسرائيلية وربما أقف على الحدود عدة أيام والله أعلم أيضا ماذا قد يحدث لي من مخاطر وسيكون دخول الأقصى عن ذل وتحت إذن اليهود وهذا لا يجوز وعلينا الانتظار حتى يحرر. هل هذه الفتوى صحيحة وهل هذا يندرج تحت إلقاء النفس إلى التهلكة.
أفيدوني يرحمكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن السفر إلى المسجد الأقصى من أفضل القربات والصلاة فيه من أجل الطاعات، ومما تضاعف به الحسنات، وراجعي الفتوى رقم: 6879
.
والذي يظهر - والله أعلم - أن من وجد فرصة سانحة للسفر إلى هنالك ولو بمداراة ظالم يحول بين الناس وبين الوصول إلى هنالك فليفعل، جاء في مواهب الجليل نقلا عن كتاب التوضيح: قال صاحب السراج: فإن طلب منه الظالم في طريق أو في دخول مكة مالا فقال بعض الناس: لا يدخل ولا يعطيه وليرجع. والذي أراه أن يعطيه ولا ينبغي أن يدخل في ذلك خلاف فإن الرجل بإجماع الأمة يجوز له أن يمنع عرضه ممن يهتكه بماله، وقالو: كل ما وقى به المرء عرضه فهو صدقة، فكذلك ينبغي أن يشتري دينه ممن يمنعه إياه. ولو أن ظالما قال لرجل: لا أمكنك من الوضوء والصلاة إلا بجعل لوجب عليه أن يعطيه إياه. اهـ وصاحب السراج هو القاضي ابن العربي الفقيه المالكي.
وما قد يحدث للإنسان من مخاطر قد لا تكون بالدرجة التي يكون فيها هذا الأمر من إلقاء النفس إلى التهلكة، ولكن على كل حال، فإن خشي الإنسان على نفسه شيئا من الضرر، فلا ينبغي أن يسافر إلى هنالك خاصة، وأن هذا السفر مستحب وليس بواجب.
والله أعلم.