حكم مصاحبة الكافر غير المحارب

0 342

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحبه ويرضاه.. أنا لدي سؤال عن صداقة المسيحيين.. لدي صديقة مسيحية أحبها وتحبني كثيرا أحب رفقتها وهي كذلك كثيرا ما نزور بعضنا ونخرج مع بعضنا البعض .. إلى درجة أنني لا أستطيع أن يمر يوم إلا وأحادثها وإن لم نتحادث في يوم أغضب كثيرا .. حاولت مرارا الحديث معها عن الإسلام وتبيان تعاليم ديننا الحنيف كان تنصت لي ولكن سرعان ما تتناسى ذلك بمجرد أن أقوم من عندها .. حتى جاء يوم وغضبت فيه مني كثيرا وقالت لي هذا يكفي لا أريد الحديث في موضوع الأديان أنا أحبك وأحترمك لأنك بشر وإنسان مثلي مثلك ولا دخل لي بأي أمر ... كيف أتصرف معها في هذه الحالة؟ هل أبقي على صداقتها مثلما كان من قبل أم أقلل من حديثي معها إلا للضرورة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ندب الشرع إلى الإحسان إلى الناس كافة، ولم يمنع الإحسان إلى الكفار، ما داموا غير محاربين لنا في الدين، قال تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين {الممتحنة: 8}.

لكن المسلم ينبغي له أن يحرص على صحبة الصالحين، قال تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين {الزخرف: 67}.

 وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

 وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

ولا شك أن الإنسان يتأثر بصاحبه في أخلاقه وطباعه، فينبغي أن يتخير صاحب الدين والخلق، ليتأثر به، فينتفع بصحبته في الدنيا والآخرة، قال الشاعر:

عن المرء لا تسأل وسل عن قربنه     فكل قرين بالمقارن مقتدي

لذا فإنا ننصحك بالحد من مخالطة هذه المرأة والتقليل من مجالستها مع الحرص على دعوتها إلى الإسلام لعل الله يهديها على يديك، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 112605.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة