تفسير: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا...

0 329

السؤال

أريد الاستفسار عن معنى الآية: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال البغوي في تفسير هذه الآية: قوله تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله. أي أصناما يعبدونها يحبونهم كحب الله أي يحبون آلهتهم كحب المؤمنين الله، وقال الزجاج: يحبون الأصنام كما يحبون الله لأنهم أشركوها مع الله فسووا بين الله وبين أوثانهم في المحبة. والذين آمنوا أشد حبا لله أي أثبت وأدوم على حبه لأنهم لا يختارون على الله ما سواه. والمشركون إذا اتخذوا صنما ثم رأوا أحسن منه طرحوا الأول واختاروا الثاني، قال قتادة: إن الكافر يعرض عن معبوده في وقت البلاء ويقبل على الله تعالى كما أخبر الله عز وجل عنهم فقال: فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. والمؤمن لا يعرض عن الله في السراء والضراء والشدة والرخاء.

قوله تعالى: ولو يرى الذين ظلموا. قرأ نافع وابن عامر ويعقوب ولو ترى بالتاء وقرأ الآخرون بالياء وجواب لو ههنا محذوف ومثله كثير في القرآن كقوله تعالى: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض يعني لكان هذا القرآن فمن قرأ بالتاء معناه ولو ترى يا محمد الذين ظلموا أنفسهم من شدة العذاب لرأيت أمرا عظيما، وقيل: معناه قل يا محمد: أيها الظالم لو ترى الذين ظلموا أو أشركوا في شدة العقاب لرأيت أمرا فظيعا، ومن قرأ بالياء معناه ولو يرى الذين ظلموا أنفسهم عند رؤية العذاب أو لو رأوا شدة عذاب الله وعقوبته حين يرون العذاب لعرفوا مضرة الكفر وأن ما اتخذوا من الأصنام لا ينفعهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات