هل تأثم المرأة بحب الأجنبي عنها

0 199

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولي أطفال، زوجي يهملني ولا يتذكر أني زوجته إلا في دقائق الفراش ويتجاهل وجودي ويكلمني باقتضاب ولا يبادر بالحديث معي إلا لطلب شيء مني أو توجيه أمر لي، أخاف الله أصلي وأقرأ القرآن باستمرار وأداوم على الصيام، لكني وقعت في الحب، فقد وجدت في الرجل الآخر كل ما أتمناه ويغذي روحي المتعطشة، لكني لم أبح له بحبي ولن أبوح له مهما يكون لأني زوجة وأم، هل أأثم على الشعور الذي أحسه والمتعة التي أحسها عند رؤيته أو سماع صوته، بمعنى آخر هل إحساسي بالحب تجاه شخص غير زوجي؟
يؤثمني رغم أن الأمر لا يتعدى مجرد الإحساس بيني وبين نفسي والله على ما أقول شهيد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يفعله زوجك معك من إهمال وتجاهل لا يجوز وهو مخالف للعشرة بالمعروف التي أمره الله تعالى بها حتى في حال بغض زوجته وكراهيتها, قال سبحانه: وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا {النساء:19}.

وكان الواجب عليك أن تصارحيه بتقصيره، وأن تطلبي منه أن يوفيك سائر حقوقك من المعاشرة بالمعروف والمعاملة بالحسنى, وكان عليك أيضا أن تناقشي معه هذه السلبية التي تجدينها منه في المعاملة لتقفي على أسبابها ودواعيها فربما كانت أسبابها منك وأنت لا تشعرين.

أما ما ذكرت من كونك قد وقعت في حب رجل آخر غير زوجك فهذا لا يجوز, ولا يبرره ما تجدين من زوجك من تقصير في حقك, فإن الخطأ لا يعالج بخطأ, والمعصية لا تقابل بمثلها, وعليك الإثم والوزر إن كنت قد تسببت في إدخال هذا الحب على قلبك سواء بنظر أو بكلام أو بغير ذلك, وعليك في هذه الحال أن تستغفري الله وأن تتوبي إليه وأن تقطعي كل ما يصلك بهذا الرجل, بل وأن تقطعي التفكير فيه.

أما إذا كان هذا الحب قد دخل على قلبك بلا كسب منك ولا تسبب فلا إثم عليك في ذلك إن شاء الله حينئذ طالما بقي الأمر في نطاق حديث النفس. فقد روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم.

أما سؤالك هل تأثمين على الشعور بالسعادة والمتعة عند رؤيته وسماع صوته, فالجواب:نعم تأثمين على ذلك إن قصدت المتعة واطمأننت لها؛ لأن الواجب عليك وقد أحسست ما أحسست تجاه هذا الرجل من حب وميل، أقول: الواجب عليك حينئذ أن تنصرفي عنه, وأن تبتعدي عنه بحيث لا تسمعين حديثه ولا ترينه.

وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 99815, 9360, 24284.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة