انتماء المسلم للبلد الذي نشأ فيه وحبه له

0 324

السؤال

انتشر فى هذه الأيام كره الأفراد لبلادها بسبب ما يرونه من فساد وأحوال لا تسر أحدا, جاءتني فكرة أن أبحث عن مواقف انتماء في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشرها, فلا أعتقد أن أحدا لاقى من أهله مثل ما لاقى الحبيب المصطفى ومع هذا لم يفقد انتماءه, فأسأل الله أن تساعدوني في ذكر مواقف تدلل على انتماء رسولنا الكريم؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما ينبغي التنبه له أولا أن ديار المسلمين كلها ديار للمسلم، فينبغي أن يكون ولاؤه لها ولأهلها من المسلمين، كما سبق وبينا ذلك في الفتوى رقم: 38887.

وأما الشر والفساد فيجب على المسلم أن يبغضه ويبغض أهله في أي مكان كان وأي زمان كان، لأن هذا من مقتضى الإيمان، فمن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، ومع ذلك يبقى حبه لبلاد المسلمين يدافع عنها وعن أهلها ضد أعدائها.. ومما يدل على انتماء النبي صلى الله عليه وسلم لبلده المسلم ما روى البخاري عن أنس رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرحه هذا الحديث: وفي الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه. انتهى.

 وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد وانقل حماها.

وقد يحب المرء البلد الذي نشأ فيه، وهذا مركوز في أصل فطرة الإنسان، روى الحاكم في المستدرك والطبراني في معجمه الكبير والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمكة: ما أطيبك وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك.

 وروى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم.

قال ابن عبد البر في التمهيد ونقله عنه الحافظ في الفتح: وفيه دليل على قطع الذرائع في المحرمات لأن سعدا وإن كان مريضا فربما حمل غيره حب الوطن على دعوة المرض فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم. انتهى..

 هذا ما تيسر لنا كتابته لك وبمزيد من البحث في كتب السنة وشروحها قد تجدين كثيرا من النصوص بهذا الشأن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى