السؤال
لي استفسار حول جزئية دخول سيدنا يوسف السجن، فهل لما حصلت حكاية المراودة وقطع قميص سيدنا يوسف العزيز بنفسه هو الذي دخل عليهم أم هي التي حكت له بعد ما رجع، وأول ما دخل عليهم قالت له ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم.. أم هي التي حكت له، حاولت امرأة العزيز أن تجعل من يوسف الطاهر الطيب فاحشا خائنا ولكنها فشلت, وخرج يوسف من دارها هاربا مسرعا, ولما عاد صاحب الدار وهو زوجها اشتكت له مر الشكوى ووصفت يوسف بأنه خائن فاحش, زورا وبهتانا, واتهمته بالباطل, ولكن الرجل لم يصدق هذا الاتهام وحقق مع يوسف, وثبتت براءته, ولكنها لم توقف كيدها ليوسف عليه السلام, وخاصة أن نساء المدينة تحدثوا عنها وعن يوسف فأصابها غيظ شديد, وخاصة أنهن نساء الأمراء والكبراء, فقد طعنوا فيها وعابوا عليها, وشنعوا بها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظاهر من سياق القرآن الكريم أن العزيز جاء ليدخل بيته فلقي عند بابه امرأته وهي تمسك بيوسف تريد أن ترده إلى داخل البيت، فبادرته بقولها: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم {يوسف:25}، ولم يكن يوسف يريد أن يتحدث بهذا حتى تحدثت هي به واتهمته، قال الله تعالى: واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم {يوسف:25}..
وجاء في تفسير السعدي: ولما امتنع من إجابة طلبها بعد المراودة الشديدة، ذهب ليهرب عنها ويبادر إلى الخروج من الباب ليتخلص ويهرب من الفتنة فبادرت إليه وتعلقت بثوبه، فشقت قميصه فلما وصلا إلى الباب في تلك الحال، ألفيا سيدها أي: زوجها لدى الباب، فرأى أمرا شق عليه، فبادرت إلى الكذب أن المراودة قد كانت من يوسف، وقالت: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا. ولم تقل "من فعل بأهلك سوءا" تبرئة لها وتبرئة له أيضا من الفعل.
وفي تفسير الطبري: ما كان يوسف يريد أن يذكره، حتى قالت: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا.
وكانت امرأة العزيز مصرة على تنفيذ ما أرادته له من السجن حتى ينقطع كلام الناس في هذا الأمر، فكان لها ما أرادت من سجنه.
والله أعلم.