0 489

السؤال

هل يجوز الطرف مع الأصدقاء أقصد أن الطرف تكون خالية من الكذب وأشياء أخرى فإنما هي طرف فقط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتجوز الطرفة في حدود الأدب الشرعي، ومن ذلك تجنب الكذب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له" وهذا حديث حسن أخرجه أحمد، وأبو داود ، والنسائي ، والحاكم والدارمي ،عن معاوية بن حيدة، وتجنب السخرية والاستهزاء بالآخرين لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)[الحجرات:11] وقوله:(ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)[الحجرات:12]
قال المباركفوري في شرح الحديث :(ثم المفهوم منه أنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس به، كما صدر مثل ذلك من عمر رضي الله تعالى عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حين غضب على بعض أمهات المؤمنين . قال الغزالي : وحينئذ ينبغي أن يكون من قبيل مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون إلا حقا، ولا يؤذي قلبا، ولا يفرط فيه . فإن كنت أيها السامع تقتصر عليه أحيانا وعلى الندور فلا حرج عليك . ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة , ويواظب عليه ويفرط فيه ثم يتمسك بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهو كمن يدور مع الزنوج أبدا لينظر إلى رقصهم , ويتمسك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة رضي الله عنها في النظر إليهم وهم يلعبون).
قوله في الحديث:( ويل له، ويل له ) كرره إيذانا بشدة هلكته , وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم، وجماع كل شر .
والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة