ترك الحجاب خشية مضايقات الناس وإيذائهم

0 269

السؤال

أنا فتاة متلهفة جدا لوضع الحجاب, لكني لم أستطع خوفا من المضايقات التي تتعرض لها المحجبات في الجامعة أو مكان العمل من قبل المسؤولين. أنا راغبة جدا في الحجاب كما أنني خائفة من عقاب الله تعالى. ما حكم هذا ؟ أفتوني أرجوكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

الحجاب فريضة رب العالمين، وشريعة سيد المرسلين، وقد أمر الله تعالى بالحجاب في آيات كثيرة فقال سبحانه وتعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين {الأحزاب:59}. وقال تعالى: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن {الأحزاب:53}.

ونهى سبحانه عن التبرج في غير موضع من كتابه الحكيم، منها قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى {الأحزاب: 33}، ومنها قوله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون {النور: 31}، وفي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: صنفان من أهل النار لم أرهما بعد؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، و نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا.

وقال صلى الله عليه وسلم: شر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم. رواه البيهقي وصححه الألباني.

إذا ثبت هذا فالواجب عليك أيتها السائلة أن تسارعي إلى أمر الله سبحانه، وأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. وما تخشينه من مضايقات الناس وإيذائهم ليس عذرا في ترك الحجاب، فإن المؤمن دائما متوكل على الله سبحانه، يخشى الله وحده ولا يخشى غيره، ومن كان هذا حاله فإن الله يمنعه من الناس ويدفع عنه شرورهم، قال سبحانه: إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور {الحج:38} وقال سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب* ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا {الطلاق:2- 3}، بل إن الله سبحانه برحمته وكرمه وجوده ليدفع البلاء عن العصاة والفساق ببركة طاعة الطائعين وتقوى المتقين، ولو اجتمع أهل الأرض جميعا على معصية الله ما أمهلهم الله طرفة عين، قال سبحانه: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين {البقرة:251} جاء في تفسير القرطبي عند تفسير هذه الآية: وحكى مكي أن أكثر المفسرين على أن المعنى: لولا أن الله يدفع بمن يصلي عمن لا يصلي وبمن يتقي عمن لا يتقي لأهلك الناس بذنوبهم؛ وكذا ذكر النحاس والثعلبي أيضا.

 قال الثعلبي: وقال سائر المفسرين: ولولا دفاع الله المؤمنين الأبرار عن الفجار والكفار لفسدت الأرض ، أي هلكت، وذكر حديثا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يدفع العذاب بمن يصلي من أمتي عمن لا يصلي وبمن يزكي عمن لا يزكي وبمن يصوم عمن لا يصوم وبمن يحج عمن لا يحج وبمن يجاهد عمن لا يجاهد ، ولو اجتمعوا على ترك هذه الأشياء ما أنظرهم الله طرفة عين - ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض. انتهى.          

وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 75701 ، 31124 ، 13545 ، 23057 ، 4470  .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة