السؤال
هل يجوز التزاور مع طائفة من طوائف أهل البدع؟ وهل يجوز الأكل والشرب عندهم عند زيارتهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه لا حرج في التزاور مع الكفار لمصلحة يريدها المسلم، ويدل لذلك تبويب المحدثين في كتبهم على عيادة الكفار .
فقد بوب البخاري في الأدب المفرد والبيهقي في سننهما على عيادة المشرك، وذكروا في ذلك حديث الغلام اليهودي الذي كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه، فقال له: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد الله الذي أنقذه من النار. رواه البخاري في الأدب وصححه الألباني.
وأما الأكل والشرب معهم فلا حرج فيه إذا تؤكد من كون المأكول مباحا، فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن الأكل معهم فأفتى بأنه ليس حراما إذا دعت الحاجة أو المصلحة الشرعية، ومثل لذلك بالأكل مع الضيف ومن يدعى إلى الله تعالى، ويدل لجواز الأكل معهم ما رواه الإمام أحمد: أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه.
والله أعلم.