السؤال
تزوجت منذ ست سنوات من فتاة غير محجبة، وقتها كنت متوسط الالتزام بالدين إن صح القول لذلك لم أشترط عليها الحجاب. خلال تلك السنوات فتحت موضوع الحجاب مع زوجتي عدة مرات لكن كل مرة نعمل مشكلة لأنها غير مقتنعة كما تقول، مع العلم أنها مواظبة على الصلاة وملتزمة بالطاعات الأخرى. قررت العام الماضي أن نذهب سويا إلى الحج لنبدأ حياة جديدة بتوبة نصوحة، وكنت كلما قلت لها لازم تعاهدي الله أن تتركي المعاصي ومنها السفور لأنه إثم كبير تقول لي ما تربط الحج بالحجاب، هذا ركن وذاك ليس ركن، لكن كوننا ذاهبين إلى الحج كان عندي أمل كبير أن تغير رأيها بعد الحج، لكن هذا لم يحدث، وكلما تحدثت معها تجدها تتشنج وتبدأ بالبكاء، وحجتها لست مقتنعة بعد وأنت أخذتني على هذا الحال. والله لا أدري ماذا أفعل خصوصا أنها ملتزمة بباقي العبادات وزوجة صالحة، وبيننا طفلة وأهلها من خيرة الناس، وكلما قلت لها على الأقل أعتقيني من النار إن كنت لا تريدين أن تعتقي نفسك من النار، تقول لي أنا أبرئك من ذنبي أمام الله. والله إنني تراودني أسوأ الأفكار لكن طيبتها وصلاحها وأهلها والطفلة التي بيننا يمنعاني حتى من مجرد التفكير بالأمر، أفيدوني كيف السبيل؟ وماذا علي إن أصرت على موقفها؟ لقد حاولت معها الوعظ وكل المحاولات فشلت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت حين تزوجت من فتاة متبرجة، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج من المرأة ذات الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع؛ لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
ولا شك أنه يجب على زوجتك طاعتك في أمرها بالحجاب. أما قولها إنها غير مقتنعة فذلك خطر على دينها فهو مما لا يليق بمؤمنة أبدا، فقال تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا {الأحزاب:36}
فالواجب عليك إلزامها بالحجاب الشرعي فإن ذلك من القوامة التي جعلها الله لك، وإذا أصرت على ذلك ولم تتمكن من إلزامها بالحجاب، فالأولى أن تطلقها بل إن بعض العلماء قد ذهب إلى وجوب الطلاق في تلك الحال، لكن على كل حال عليك أن تسلك معها طريق الحكمة وتسعى في إصلاحها بكل وسيلة، والاجتهاد في إعانتها على تقوية صلتها بربها بمصاحبة الصالحات وسماع المواعظ النافعة، والاجتماع على الذكر وتلاوة القرآن ونحو ذلك مع الإلحاح في الدعاء لها بالهداية، فإن الله قريب مجيب ولك في ذلك الأجر العظيم، فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.
والله أعلم.