السؤال
زوجي رجل طيب، ولكنه لا يحب المناقشة في أمور الدين، وأنا أحاول تنبيهه للتقصير ما استطعت، فمثلا مضى وقت طويل قبل أن يبدأ بالصلاة، وكان يقول أنه لا دخل لي بأمر الصلاة لأنها بين العبد وربه، وهو يقول بأن فوائد البنوك ليست ربا وأنا أريده أن يتخلص منها، هو أيضا يردد كلمة باستمرار وأقول له بأن هذه الكلمة خطيرة وهي بما معناه "أن نصوص الدين نصوص جامدة لا علاقة لها بالواقع. الحديث وغيره وغيره من الخلافات الدينية بيننا، أنا أصبر وأدعو الله له أن يصلح حالي وحاله، والله لم أتوجه بالشكوى لأحد غير الله سترا له وطمعا في صلاح حاله فهو شخص طيب، ولكن للأسف في بلادنا قليل من ينشئ أولاده على الفهم الصحيح لشريعة الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، سؤالي: زوجي دائما يغضب حينما أفتح معه أمور الحلال والحرام، وأنا أفعل ذلك من باب خوفي عليه وعلى بيتنا وعيالنا، وخوفي من ندمه لاحقا، وأقسم أنني أحاول أن أوعيه باللين، فهل ينزل علي غضب من الله بسبب مراجعتي له في أمور الدين، إن أصر على موضوع الفوائد البنكية، فهل علينا إثم نحن الزوجة والعيال، وما رأيكم بشكل عام؟ بارك الله فينا وفيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على صلاح زوجك واستبرائك لدينك، فذلك من علامات التقوى ومن حسن عشرة الزوج، ومن دلائل الصدق مع الله، وقد ظهرت ثمار هذا الصدق بتوفيق الله وهدايته زوجك للصلاة، فالصلاة أعظم أمور الإسلام بعد الإيمان بالله، أما عن مقولة زوجك التي يرددها فهي بلا شك -كما ذكرت- مقولة خطيرة، فإن وصف نصوص الشرع بالجمود، سوء أدب مع الله، ودليل على الجهل وفساد القلب، فالنصوص تنزيل من الحكيم الخبير، وينبغي لك التعامل معه بحكمة وتجنب الجدال الذي يدفعه لمثل تلك العبارات.
وأما عن فوائد البنوك فإذا كانت تلك البنوك ربوية وليست بنوكا إسلامية تتعامل بنظم شرعية، فلا شك أن فوائدها من الربا الذي حرمه الله، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 331.
وأما عن مراجعتك له في أمور الدين، فما دام ذلك بالحكمة، فإنه لا يكون سببا لنزول غضب الله، وإنما يرجى أن يكون سببا لنزول رحمات الله وبركاته عليكم، وإذا أصر زوجك على التعامل مع البنوك الربوية بعد نصحه، فلا إثم عليك ولا على أولادك، ولكن عليكم بالحرص على أن ينفق عليكم من أمواله الحلال، وتجنب الاستفادة من أموال الفوائد، وللفائدة في ذلك تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9374، 6880، 27065، 3138.
والذي ننصحك به هو أن تصبري وتداومي نصحه بالرفق والأسلوب اللائق، ومعاونته على تقوية صلته بربه، بمصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة وتعلم العلم اللازم، والتعاون على بعض الطاعات، مع حرصك على طاعته في المعروف وحسن التبعل له، والإلحاح في الدعاء وعدم تعجل النتيجة، وأبشري بعد ذلك بالأجر العظيم والخير الوفير، فإن الله لن يضيع أجرك، قال تعالى: واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين {هود:115}، وننبه السائلة إلى أن المسلم ينبغي أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين، ولمعرفة حكم الإقامة في بلاد الكفار تراجع في ذلك الفتوى رقم: 2007، والفتوى رقم: 23168.
والله أعلم.