السؤال
أسأل الله أن يجمعنا في الجنة . ثم أما بعد: لنا جار أقل ما يوصف به أنه تافه خرج هذا الجار وبلغ جميع الجيران أنه سوف يحرر محضرا لأبي في قسم الشرطة بسبب أن غسيل والدتي ينزل ماء على ستارة يضعها في البلكونة وبلغ أحد الجيران بأنه سوف يحرر محضرا لأبي ثم عاد وقال إنه لن يعمل محضرا بل سوف يضع تنده أسفل بلكونتنا مع العلم أنه سكن في بيتنا ولأني لم أتحمل أن يفعل أي شيء سواء المحضر أو التنده حدثت مشادة كلامية بيننا أنا وأبي وهو .
السؤال أثناء المشاجرة وأمام الناس سبني بلفظين الأول أنني قليل الأدب ثم قالي لي إني سافل وقد كتمت غيظي وقلت له في المرتين الله يسامحك، وأنا أسأل عما فعلته هو أنني أثناء المشادة كان صوتي عاليا وهو رجل أكبر مني لكني لم أتحمل أن يحرر محضرا لأبي وهو أكبر منه بكثير فكانت العصبية في صوتي فقط أثناء النقاش ولم أرد له الشتيمة بل تحملت وقلت له الله يسامحك فهل أنا بعلو صوتي أكون ظلمته، أرجو الإفادة جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حض الشرع الحنيف على احترام الكبير وتوقيره حيث قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وقد أحسن السائل الكريم في دعائه لجاره بالمسامحة وعدم رده على سبابه وكان من الأفضل أن يكمل إحسانه ولا يرفع صوته على جاره الذي يكبره فإن رفع الصوت ينافي التوقير المأمور به، وإساءة الجار لا تبرر إساءة السائل فإن الخطأ لا يبرر الخطأ.
وكان الأجدى من رفع الصوت أن تحلم عليه وتحاول رأب الصدع وفض النزاع بالتي هي أحسن فإن هذا هو الأقرب لحل المنازعات كما قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.
وقال صلى الله عليه وسلم: ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. رواه مسلم.
ومع أنا لا نقول إنك ظلمت هذا الشخص لكننا نرى أنه من الأحسن لك الآن أن تطلب المسامحة سعيا لإصلاح ذات البين.
ويمكنك أن تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53747، 67451، 108871، 109710.
والله أعلم.