الدعاء المشروع نافع بكل حال

0 279

السؤال

مشكلتي نوعا ما استشارية: كنت مخطوبة منذ سنة مضت وقبلها سنتان تعارف, إذ أن والدي أصر على إكمالي لدراستي قبل إعلان الخطوبة. تمت الخطبة بداية 2008, و تم تحديد موعد الزفاف بنهاية السنة.
قبل الزفاف بأيام أخبرني خطيبي بنتيجة تحليل ما قبل الزفاف, وأنه مصاب بالايدز, طبعا الزفاف ألغي و تم فض الحكاية.
مشكلتي أني مازلت أحبه, وهو قد سافر للعلاج و نسبة الأمل 20% فقط في أحد مراكز بريطانيا المختبرية.
سؤالي: هل يقبل الله مني دعائي له بالشفاء حتى لو كان الأمل ضعيفا, أو هل يعتبر هذا نقضا لقضاء الله.
أنا إنسانة مؤمنة بالقضاء القدر و أعلم أن هذه إرادة الله....لكن هناك بقعة أمل صغيرة جدا لا يمكنني تجاهلها, ولهذا أريد استشارتك هل يجوز الدعاء في هذه الحالة. ما أعلمه هو أنه الله على كل شيء قدير و أستشهد بآيات القرآن ومعجزة سيدنا زكريا إذ دعا ربه, وأن الدعاء يغير ما نزل وما لم ينزل.
هذا ما يجعلني لا أتوقف عن الدعاء أبدا, وأيضا فإني مازلت أحبه حبا كبير وهو أيضا يحبني كثيرا و لهذا لا أستطيع تجاهل هذه ال20% من نسبة الأمل. هل يجوز الدعاء بالشفاء, أكرر أنا أقبل قضاء الله ولكن قلبي يريد أن يتمسك بهذا الأمل..أرجوك ساعدني لكن سؤالي هو هل يجوز الدعاء في هذه الحالة أي الشبه ميؤوس منها؟ القصد أنه هل في هذه الحالة يعتبر القضاء قد وقع ولا رجعة منه حتى بالدعاء أم لا يزال هناك ما أستطيع الدعاء به؟
اقتباس: ويقول النبي عليه الصلاة والسلام أيضا: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ومعنى نزل: أي من المقادير والأمور التي وقعت وحدثت، ومن ذلك ما ورد أن سيدنا زكريا عليه السلام لم يكن عنده ولد فسأل الله أن يرزقه الولد فرزقه الله يحيى عليه السلام، وسيدنا أيوب عليه السلام كان مريضا فدعا الله تبارك وتعالى أن يشفيه فشفاه الله تعالى.
و يعلم الله أن لساني لم ينقطع عن الدعاء ليلا و نهارا و من القلب أرجوك فأنا في حاجة إلى رد ليريحني من عذابي ولك جزيل الشكر و بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخاطب قبل العقد لا يزال أجنبيا عنك، ولا يجوز إقامة علاقة بين الشاب والفتاة الأجنبية ، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 9463 والفتوى رقم: 1769.

أما عن سؤالك ، فيجوز لك الدعاء بالشفاء لهذا الشاب، فليس شفاؤه على الله ببعيد، وليس في ذلك مناقضة للقضاء، والدعاء من القدر الذي يدفع به القدر، وهو من أنفع الأسباب لتحقيق كل مطلوب مشروع، ولو لم يتحقق المطلوب لحكمة يعلمها الله فالدعاء المشروع نافع بكل حال.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا: إذا نكثر، قال : الله أكثر 0  رواه أحمد.

وإذا لم يقدر الله شفاء هذا الشاب ويتيسر لك الزواج منه فعليك أن تزيلي من قلبك التعلق به ، وثقي أن الخير كله فيما يقدره الله. 

 قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون  {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة