الرجوع في الهبة لا يجوز

0 258

السؤال

نحن أربعة إخوة وأخت نملك قطعة أرض ورثناها عن والدتنا وبعد فترة من الزمن حصل خلاف بيننا وبين أخينا الأكبر ليس على قطعة الأرض إنما لأسباب أخرى وحصلت فرقة لأكثر من سنة وبعدها جاء إلينا ابن خالنا وأخبرنا بأن أخانا الأكبر يطلب منا أن نتنازل له على كامل قطعة الأرض فما كان منا إلا أن قمنا بكتابة ورقة تنازل منا له وكتبنا في آخر الورقة أن هذا التنازل يعبر تعبيرا صادقا على من سكنوا القلوب وجمعا لا فرقة واختلافا وكتبت هذه الورقة بيننا دون حضور أي شاهد وقمنا بإعطاء الورقة لابن خالنا الذي قام بدوره بتسليمها لأخينا الأكبر فقال له حين سلمه ورقة التنازل: هم تنازلوا لي وأنا أتنازل بها لله لبناء مسجد أو مدرسة قرآنية هذا ما قاله ولم يأتنا ليقول لنا إنه قبل الهبة وبيت الفرقة بيننا حتى بعد هذا التنازل مع العلم بأن حالة أخينا الأكبر المادية ممتازة وأنه صاحب خلق ودين أما نحن في وقت التنازل كنا في بداية تكوين أنفسنا وكان منا اثنان غير متزوجين وليس لهم بيت وبعد مضي عشرة سنوات على التنازل أردنا أن نعود في تنازلنا مع العلم بأنه لم يقم بعمل أي شيء بقطعة الأرض بحجة أنه لم يتحصل على سعر عال هل يجوز لنا أن نعود في هذه الهبة كما نأمل توضيح الدليل. والله الموفق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما صدر منكم يعتبر هبة لحصتكم من الأرض لأخيكم، وتنازله هو عنها لله لبناء مسجد أو مدرسة قرآنية يعتبر حوزا منه لها، ويخرجها من ملكه إلى تلك الجهة، فإذا كنتم بالغين رشيدين، أوان حيازته للهبة، فلا رجوع لكم فيها، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه" رواه البخاري.
ومن هذا الحديث أخذ الجمهور حرمة العود في الهبة بعد أن تقبض، فالحاصل أنه لا يجوز لكم الرجوع في قطعة الأرض هذه، ولو ظلت على حالتها، كما لا يجوز أيضا للأخ أن يتصرف فيها، إلا لمصلحة المسجد أو المدرسة اللذين خصصها لهما.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة