استغل الشيطان ضغوطك النفسية ليوقعك في الأحزان ويصرفك عن الدعوة

0 238

السؤال

أنا سيدة متزوجة ولدي طفل يبلغ من العمر أربعة شهور منذ فترة الشهرين تقريبا تعرضت لتغيرات نفسية لا أدري ما هي هل هي كآبة الولادة كما يقولون أم أنها عين وحسد أم ضغوطات نفسية ووسوسة من الشيطان والعياذ بالله وبصراحة أكثر كانت هناك مشكلات كبيرة بيني وبين زوجي من الشهر التاسع وحتى ولادتي حيث إننا كنا مختلفين على نقطة زواجه الذي تم بعد ولادتي مباشرة في نفس الشهر..
أحسست بدقات قلبي تتسارع وأحسست أنني كرهت طفلي وأريد قتله والعياذ بالله وأحسست وكأنني سيغم علي دائما وبخوف شديد لدرجة كنت أكتف يدي أخاف أن أفعل شيئا بولدي وأريد أن أصرخ وأحس أن كل ما هو أمامي خيال من الناس التي تتحدث أو الأحداث التي تحدث قاومت ولا زلت أقاوم لجأت للرقية الشرعية باستمرار الفجر والعشاء ولا زلت أواظب عليها أجريت فحوصات طبية شاملة أنا سليمة ولله الحمد من جميع النواحي هنا خفت أكثر وبدأ الشيطان يلعب علي أنني مريضة أني مجنونة وسأجن عن قريب ووساسوس كثيرة أنا ولله الحمد عندي إيمانيات جيدة لا زلت أرقي نفسي بنفسي وأقاوم ودائما أصبح الصباح وأقول أنا بخير وأنا بحالة جيدة وليس بي أي شي كبرمجة لنفسي وأنا مدركة أن الشيطان وجد مدخلا لي ليتغلب علي ولكن بأذن الله وبدعواتكم سأتخلص من هذا الشيء عما قريب؟ ولكن أريد تشخيصا مبدئيا لحالتي إذا أمكن خاصة أنني انسانة وهبني الله القدرة على إلقاء المحاضرات بأسلوب مقنع ولاقيت قبولا من الجمهور ولله الحمد في الإقناع ولكنني الآن خائفة من تقديم المحاضرات خوف الإخفاق والنسيان أو الصراخ أمام الناس هل هذا فعلا من مداخل الشيطان علي خاصة أن الوساسوس بالحديث السلبي في نفسي لا تتركني هل هذا من الشيطان أم هناك خلل نفسي في داخلي والعياذ بالله أم أنه شي آخر ضغط نفسي متراكم من الحياة الزوجية لأنه بصراحة زوجي عديد الزوجات وأنا أقول ربما هذه تراكمات ظهرت علي مرة واحدة..
أرجوكم أفيدوني خاصة أن أي كلمة ترفع المعنويات أنا بحاجة لها لكي يزول ما بي سريعا بفضل الله وبفضل ما وهبكم من حكمة أرجو عدم التأخير فانا بحاجة للرد السريع
أختكم التوبة..
للعلم أنا موظفة ووظيفتي تعتمد على صفاء الذهن بالدرجة الأولى لأن وظيفتي تصلح أحوال العديد من الناس للأفضل بإذن الله غير الجانب التطوعي لاستقبال المكالمات في نفس الجانب.
هذا وجعله الله في ميزان حسناتكم ..

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنحسب أنك على قدر من العلم والفهم وعلى إيمان ويقين يمكنك بهما تجاوز هذه المحنة، والمحن قد تحمل في طياتها منحا كثيرة، فقد يبتلي الله تعالى عبده لكونه يحبه، روى الترمذي وابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.

 ففي الرضا بالقضاء تسلية للنفس، قال الله سبحانه: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور { سورة الحديد 22-23}.

 وفي الصبر على البلاء رفعة للدرجات وكفارة للسيئات، روى مسلم في صحيحه عن صهيب الرومي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

 وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.

فنوصيك بالصبر والاستعانة بالله تعالى وكثرة التضرع إليه والانكسار بين يديه، فهو المجيب دعوة المضطرين، قال سبحانه: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم {يونس:107}.

 وعيك بدعوة ذي النون، روى الترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.

 ولا يبعد أن يكون ما حصل لك بعض الآثار للضغوط النفسية التي تعرضت لها بسبب زواج زوجك، فاستغل الشيطان مثل هذا الأمر ليوقعك في شيء من الأحزان لينكد بها حياتك ويقعدك عن طلب المعالي ويصرفك عن الدور الذي تقومين به في الدعوة إلى الله وخدمة أمتك.

ولكن ينبغي أن تسلي نفسك في هذا الجانب ببعض الأمور التي قد تعينك في تخفيف هذه الضغوط ومن ذلك أن تكثري الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قال الله عز وجل: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم {فصلت:36} وعليك بأن تستحضري أن زوجك لم يفعل إلا ما أباحه الله له، وأنه إذا كان قد فعل ذلك فقد فعله من هو خير منه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع من هن أفضل منك أمهات المؤمنين، هذا بالإضافة إلى أمر لا يخفى عليك وأنت الداعية إلى الله وهو كثرة نساء الأمة اللاتي في حاجة إلى من يعفهن وينجب منهن أولادا ينفعون البلاد والعباد ويخدمون دينهم.

 وننصحك في ختام هذه الفقرة بمراجعة بعض الثقات من الأخصائيين في الطب النفسي إن شعرت أنك في حاجة إلى ذلك. هذا بالإضافة إلى المحافظة على الصلوات والإكثار من ذكر الله ومجالسة الصالحات قد يعينك كثيرا في تخفيف مثل هذه الضغوط النفسية، وعودي إلى نشاطك الدعوي يعد الله إليك صحتك وعافيتك..

 وأما أن تكوني قد أصابك شيء من العين أو السحر فهذا أمر وارد أيضا، والرقية الشرعية نافعة على كل حال فينبغي أن تستمري فيها.

 وننبهك في الختام إلى أنك إذا خشيت على طفلك أن يصيبه شيء من الضرر من قبلك فاجعليه عند إحدى الثقات من قريباتك وتعهديه برعايتك حتى ييسر الله لك الشفاء. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك شفاء تاما لا يغادر سقما وأن يمتعك بالصحة والعافية.

  والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة