الاستخارة ودعاء الله تعالى برؤية فلان إن كان خيرا

0 248

السؤال

هل من الممكن أن أدعو وأقول يا رب إذا كان هذا الأمر خيرا لي فاجعلني أرى هذا الشخص اليوم وإن لم يكن خيرا لي فلا تجعلني أراه، فهذا مثال، فهل هذه الطريقة صحيحة أو خاطئة أرجو الرد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسنة لمن هم بأمر أو خفي عليه وجه الخير فيه أن يستخير الله تعالى بالدعاء الوارد في السنة، فعن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، إذا هم بالأمر فليركع ركعتين ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، ويسمي حاجته. رواه البخاري.

قال ابن حجر في فتح الباري: وفي الحديث شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وتعليمهم جميع ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. انتهى..

 فهذه هي الطريقة الصحيحة المأخوذة من الهدي النبوي في الاستخارة ودعائها، وأما الدعاء المذكور في السؤال فإنه وإن كان جاريا على أصل جواز أن يتخير الإنسان من الدعاء أعجبه إليه، إلا أنه يخالف السنة الثابتة في الاستخارة.

 قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: المشروع للإنسان أن يدعو بالأدعية المأثورة فإن الدعاء من أفضل العبادات، وقد نهانا الله عن الاعتداء فيه، فينبغي لنا أن نتبع فيه ما شرع وسن. انتهى.

ولذلك  نوصي الأخت السائلة بدعاء الاستخارة الشرعية والابتعاد عن مثل هذه الطريقة المذكورة في السؤال، وإن كانت كما سبق على الأصل الذي هو الجواز.

 علما بأنها لو دعت بالدعاء الذي ذكرت ورأت الشخص أو لم تره فإن أيا من ذلك لا يدل على خيرية الأمر أو عدم خيريته..

وسبق تفصيل الكلام عن صلاة الاستخارة في الفتوى رقم: 75167.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة