عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم

0 221

السؤال

يوجد شخص يعمل معي في نفس الشركة ويسكن معي ولكنه يخلط بين العلاقات الشخصية والعمل، حيث إنه يعاملني ولا يفصل بين العمل والعلاقات الشخصية، فهو لا ينسى الإساءة أبدا، وقاسي القلب حتى أنه يصلي وحج بيت الله، وأنا أرى أن ما بداخله غير ظاهره من الأفعال والأقوال --- أما أنا الحمد لله لو غضبت من شخص يمكن أن أغضب وأجتنبه إلى أن أرتاح نفسيا وأرجع وأكلمه وألقي السلام عليه، ولو أنه ضحك معي أنسى الإساءة وأعاتبه فيها، ولكن قلبي (يروق) وأنسى، فأنا أشكر الله على هذه النعمة - كما أنني لا أخاصم أحدا تنفيذا لحديث رسول الله في نهيه عن المخاصمة فوق ثلاث ليال -والله أنا متعب نفسيا من هذا الشخص حيث إنني كثيرا ما أتقرب إليه ولكنه يصدني، وأنا كرامتي لا تسمح بأكثر من ذلك، أفيدوني أثابكم الله...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أوصانا الله بالإحسان إلى الجيران والزملاء، قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا. {النساء: ٣٦}.

والأصل أننا نأخذ الناس بظواهرهم، ونكل سرائرهم إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم. متفق عليه.

كما أرشد القرآن العباد أن يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب حتى لا يدعوا مجالا للشيطان ليفسد بينهم، قال تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا {الإسراء: 53}.

وقد أحسنت أخي بالتزامك حدود الشرع بترك هجران المسلم فوق ثلاث.

والذي ننصحك به هو أن تعامل هذا الزميل بالحسنى، ابتغاء مرضاة الله، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.{فصلت 34}.

وإياك أن يغرك الشيطان ويصور لك أن العفو نوع من الضعف وأنه يطمع فيك الناس، فالصحيح أن العفو يزيدك عزا وكرامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا.

كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم {النور:22}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة