التعارف بين الجنسين والخطبة على الخطبة

0 187

السؤال

أنا شاب في السابعة والعشرين من عمري، كنت هاويا في فترة سابقة من حياتي لهواية المراسلة، وكنت للأسف أراسل الكثير من الفتيات، ولكن كان الكلام في حدود التعارف ليس أكثر، ولم أكن أعلم أن ذلك لا يجوز.
ومن ضمن هؤلاء الفتيات تعرفت على فتاة في غاية الالتزام والرقة والهدوء تلاقت أفكارنا على الورق، واستمرت المراسلات بيننا حوالي سنتين اقتربنا فيها أكثر من بعضنا البعض إلى أن أحببتها، وهي أيضا، وكنت وقتها لازلت طالبا بنهاية الطب، ولا أستطيع التقدم لخطبتها، فاتفقنا علي الانتظار مدة من الزمن امتدت لثلاث سنوات، لم نلتق فيها وجها لوجه، ولا مرة، بل اقتصرت علاقتنا على المكالمات الهاتفية فقط حتى لا يتطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك.
ثم حدث أن قررنا سويا وفي وقت واحد ودون اتفاق مسبق السير خطوة إلى الإمام في طريق الالتزام، حيث قمت بإطلاق لحيتي، وهي أيضا لبست النقاب، وكانت فرحتنا بهذه الخطوة لا توصف، ولكنها غيرت من شكل علاقتنا، حيث بدأنا نحفظ القرآن سويا، ونراجع في الهاتف لبعضنا البعض حتى أتممت حفظ ثلث القران في سنة، وأيضا قررنا التوقف عن الحديث في الهاتف لمدة قرابة العام حتى تخرجت من الكلية، وانتظرتني هي هذه المدة،
وبالفعل تقدمت لخطبتها أنا وأهلي، ولكن حدثت ظروف خارجة عن إرادتنا من ناحيتي حيث مرض والدي مرضا شديدا، وتوفي الي رحمة الله، وحدثت عندي الكثير من المشكلات أدت إلى إنهاء العلاقة مجبرا بيني وبينها بعد 5 سنوات من الحب الطاهر دون لقاء واحد، وبعد أن أصبح كل منا يفهم الآخر أكثر من نفسه.
المهم ...كان ذلك منذ عام تقريبا، وكنت طوال هذا العام في دوامة من الصراعات والمشاكل بعد وفاة والدي، وبعد أن انفصلنا استمرت اتصالاتنا علي فترات متقطعة للسؤال والاطمئنان، ثم علمت منها من أربعة شهور فقط بأنه تمت خطبتها، ولم يعد لاتصالاتنا أي معني أو محل من الإعراب شرعا وعرفا، وعلي جميع المستويات
ولكن من شهرين قامت هي بالاتصال بي، وفهمت من كلامها أنها لا تستطيع نسياني، وأنها غير سعيدة مع خطيبها وتتألم نفسيا ....وفي الفترة الماضية حدثت عندي تطورات إيجابية جعلت من عودتي إليها وخطبتها أمرا ممكنا، فاتصلت بها وأخبرتها بذلك ووجدت لديها الاستعداد، ولكن علي أرض الواقع سيكون الأمر صعبا بسبب أنها مخطوبة، ولا يخطب أحدكم علي خطبة أخيه، إلا أن يأذن له كما أخبر الهادي البشير.
ما هو أسلم طريق من ناحية الشرع لكي أعود إلى هذه الفتاة وأنا أريد وهي تريد ...
هل سيكون إخبارها لخطيبها الحالي بالحقيقة هو الحل المثالي ..وهو أيضا إنسان على خلق ومتوقع منه أن يتفهم كل ما حدث؟
أم أذهب أنا إليه وأشرح له الوضع، أو أبعث إليه أحدا يخبره بأنه سوف يتزوج من إنسانه قلبها وعقلها مع شخص آخر ؟ ما هو الحل المثالي في هذه المشكلة من ناحية الشرع؟ أولا ومن ناحية القابلية للتطبيق على أرض الواقع ؟ و جزاكم الله خيرا، وآسف جدا على الإطالة...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن التعارف بين الشباب والفتيات أمر غير جائز؛ لما يجر من الفتن وما يترتب عليه من المفاسد والبلايا، والكلام مع الأجنبية إنما يجوز عند الحاجة المعتبرة شرعا مع التزام الحشمة والحياء والاقتصار على قدر الحاجة، كما أن تبرير الكلام معها بأنه في أمور الخير والدين، إنما هو تلبيس من الشيطان واتباع لخطواته واغترار بتزيينه، فذلك باب فتنة، وذريعة فساد.

أما عن سؤالك، فاعلم أن الخطبة على خطبة المسلم حرام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك. متفق عليه.

فما دامت هذه الخطبة قائمة فلا يحل لك التقدم لخطبتها، ولا يحل لك الكلام معها والاتصال بها.

فالواجب عليك التوبة إلى الله مما سبق وقطع كل علاقة بتلك الفتاة.

وأما هي فننصحها إن كان خطيبها على خلق ودين ألا تفسخ هذه الخطبة، وأن تلتزم حدود الله، أما إذا كانت لا ترغب في الزواج منه بحال، فيجوز لها أن تفسخ الخطبة دون الحاجة لذكر السبب، وحينئذ يجوز لك أن تتقدم إلى وليها لتخطبها، واعلم أن ما فيه الخير لك يعلمه الله وحده، قال تعالى:.. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون  {البقرة: 216}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة