الضمان على من خان الأمانة

0 261

السؤال

في عيد الأضحى قبل الماضي كان لدي صديق يريد التصدق بجزء من الضحية وألح علي لأقوم بالبحث عن فقراء لكي أعطيهم هذه الصدقة، في البداية رفضت ولكنه أصر، وكان أبي يعرف عائلات فقيرة فقلت لصديقي: سوف أعطيها لأبي فهو يعرف عائلات فقيرة، المهم أني أخذت منه الجزء المراد التصدق به وكان أبي في فترة العيد مريضا حتى أنه لا يغادر الفراش، وضعت اللحم في الثلاجة في انتظار أن يقوم أبي من المرض وأعلمت أبي أن اللحم لصديقي ويريد أن يتصدق به فوافق أبي، وقال: إنه يعرف فقراء وقال لي: بعد ما أقوم من المرض سوف أتصدق به، ومرت فترة طويلة، وفي يوم سألت أمي عن اللحم وهل تصدق به أبي؟ ولكني فوجئت عندما قالت لي أمي أن أبي أمرها أن تطهو اللحم لكي يأكلوه، قالت أمي: إني رفضت في البداية ولكن أبي أصر، علما بأني متزوج وأسكن في بيت منفصل عن عائلتي.
السؤال: هل أقوم بشراء لحم والتصدق به، علما بأني لا أعرف وزن قطعة اللحم، أم أتصدق بالمال، علما بأني لا أعرف كم قيمة قطعة اللحم أم يفعل ذلك أبي، أم ماذا، علما أن صديقي لا يعرف القصة وأستحي أن أقول له . أفتوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأ أبوك خطأ عظيما بخيانته الأمانة التي وكل بحفظها، والله عز وجل يقول:  إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها {النساء:58}.

 والواجب عليه التوبة النصوح من هذا الذنب, والذي ننصحك به أن تحمل عنه هذه التبعة -برا به- إن كان ذلك في مقدورك، وذلك بأن تتصدق أنت بمقدار قطعة اللحم على المستحقين مع مناصحة والدك بالتوبة إلى الله تعالى, فإن لم تعرف مقدار هذه القطعة تحديدا فالواجب الصدقة حتى تحصل لكم غلبة الظن ببراءة الذمة, هذا هو ما ننصحك به.

 وأما الواجب شرعا فهو أن يضمن أبوك هذه القطعة من اللحم لأنه هو الذي أتلفها وأما أنت فلا ضمان عليك، لأنك لم تتعد ولم تفرط، وقد كنت أخبرت صديقك بأنك ستوكل أباك في توزيع قطعة اللحم فرضي بذلك فبرئت ذمتك أنت, فإن لم ترد الأخذ بالأفضل وهو: حمل تبعة الضمان عن أبيك، فالواجب عليك أن تعرفه حكم الله في المسألة وتخبره بوجوب الضمان في ذمته، فإن لم يستجب أخبرت صديقك بما حصل ليمكنه مطالبة والدك واستيفاء حق الفقراء منه، أو مسامحته في القضية.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة