السؤال
فضيلة الشيخ أريد أن أعرف حكم الشرع في إقامة أو حضور السهرة على روح المتوفى، وما يتبعه من الخميس والأربعين ومن ثم السنوية ؟ لقد قيل لي إنها بدعة، وعندما امتنعت عن المشاركة في مثل تلك الأمور اتهمني بعض من أهلي بالتقصير، وأثيرت خلافات وجدل واسع.
أريد أن أفعل ما يرضي الله ورسوله فقط. وإن كانت بدعة فكيف يمكنني أن أعتذر عن مثل تلك الأمور بدون أن يحمل علي أحد، وهل لي دور في التوعية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإقامة السرادقات لقراءة القرآن على روح الميت، وما يسمى بالخميس أو الأربعين أو السنوية، كل ذلك من البدع المنكرة، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه الكرام، ولو كان ذلك مشروعا لسبقونا إليه مع مقتضى الداعي.
ثم لا يخفى ما يحدث في مثل هذه المناسبات من المنكرات، كشرب الدخان والتباهي والفخر والإسراف والتبذير، إلى غير ذلك من المخالفات.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه. فيجب على المسلم الحذر من البدع والمحدثات، وعليه التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ففي ذلك الخير كله، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الترمذي والألباني. وراجع في ذلك الفتويين: 8188، 17309.
فهذه الاجتماعات البدعية لا يجوز حضورها إلا لغرض الإنكار، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 102086.
وينبغي أن يبادر الأخ السائل فيبين لأقاربه هذه الأمور بالطريقة المناسبة، فيدعوهم إلى الخير والسنة قبل أن يدعوه هم إلى الشر والبدعة، ويبين لهم أن هذه الأشياء لا ينتفع بها الميت ولا الحي، وإنما هي عادات متوارثة لا يدل عليها شرع، ولا يقرها عقل، وفي هذا إظهار لسبب عدم مشاركته في تلك المناسبات من ناحية، وبذل للنصيحة الواجبة من ناحية أخرى.
وعليك أخي السائل بالرفق في بيان هذه الأمور، لعموم البلوى بها وانتشارها في كثير في بلاد المسلمين. ثم لتصبر بعد ذلك على ما يمكن أن تتهم به من التقصير أو التشدد أو نحو ذلك، كما قال لقمان لابنه: يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور {لقمان:17}.
والله أعلم.