السؤال
عائلة تحسب على الإسلام، يكثر فيها سب الله تعالى وفي الأماكن العامة وبأبشع الألفاظ، وخصوصا عند الأطفال، وآباؤهم يسبون الله تعالى، ويعرفون ما يقوم به الأطفال من هذا العمل الشنيع.
ما موقف الناس الذين يسمعون ذلك؟
وكيف نتعامل معهم، وما معنى إنكار المنكر في هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من يسب الله -سبحانه وتعالى- فإنه يكفر كفرا أكبر مخرجا من الملة، وانظر لذلك الفتوى رقم: 18080.
والواجب على المسلمين أن ينكروا على من فعل ذلك -بحسب استطاعتهم-، وانظر تفاصيل ذلك في الفتوى رقم: 68385.
وإذا لم يكن هناك حاكم شرعي يقوم بحق الله تعالى، ولم تكن إلا المحاكم المدنية فحاولوا أن تثبتوا جريمة هذه الأسرة في حق الله تعالى، وارفعوا دعوى ضدها إلى تلك المحاكم، فإن كثيرا من القوانين الوضعية تجرم سب الأديان والتعرض للمقدسات.
وإذا عجزتم عن الضرب على يد أفراد هذه الأسرة عن طريق القضاء، ولم يبق أمامكم إلا الإنكار باللسان والقلب، فاعلموا أنه يلزمكم عدم مشاركتهم في مجلس ينطقون فيه بالكفر، وانظر لوازم الإنكار بالقلب وذلك في الفتوى رقم: 1048.
وإن كان هؤلاء ينزجرون بمقاطعة أهل الفضل والصلاح لهم ، فقاطعوهم واهجروهم، ولا تشاركوهم في أي عمل، واتركوا المجالس التي يتواجدون فيها، فضلا عن التبسط في الحديث معهم وافعلوا ذلك غضبا لله جل وتعالى.
وأما الأطفال محل السؤال فإنهم قبل البلوغ لا يجري عليهم قلم التكليف، ومع ذلك فالواجب كفهم عن النطق بكلمة الكفر، وحجزهم ومنعهم من ممارسة الحرام، وعدم تمكينهم من ذلك، ورفع أمرهم إلى أوليائهم، وانظر علامات البلوغ في الفتوى رقم: 7762.
وعليكم أن تحفظوا أطفالكم عن مخالطة أولئك الأطفال الفاسدين، حتى لا يتأثروا بهم، فإن الصاحب ساحب، والطباع سراقة.
والله أعلم.