السؤال
ما علاج الوساوس التي أتعبتني في الصلاة، في المعاملة مع الناس، بين زوجي وأبنائي، كل شيء خير أفعله أحس فيه ورائي واحد يقول هذا رياء. لماذا تفعلين كذا كذا. أنا أدرس القرآن الوقت الحالي، وهناك أمور معارضة، ولكني أجاهد نفسي والشيطان يصارعني، لدي كبار سن وأبناء صغار. ولا أعلم ماذا أفعل ساعدوني أرجوكم أرجوكم ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أن تطرحي الوساوس، وأن تعرضي عنها، فلا تلتفتي إليها لئلا تفسد عليك أمر دينك ودنياك، وانظري الفتوى رقم: 51601.
فاطرحي عنك الوساوس سواء منها ما كان في العبادات، أو في معاملتك مع زوجك ومع الناس لتحصل لك الراحة والطمأنينية، واحرصي على الإخلاص لله تعالى في عملك كله، ولا تلتفتي إلى كيد الشيطان ووسوسته، وتزيينه لك أن ما تفعلينه من الرياء، فإن هذه حبالة من حبائل الشيطان، يريد أن يجتالك بها عن الحق، ويصرفك عن العبادة، فحذار حذار من أن تمكنيه من تلك الفرصة، واستحضري قول الفضيل رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
فامضي في طريق الطاعة والاستقامة، مخلصة لربك عز وجل، مجتنبة للرياء وأسبابه، غير مكترثة بهذه الوساوس.
وأما دراستك للقرآن فإنه ستتيسر بإذن الله، إذا قمت بتنظيم وقتك بين المهام المختلفة، واستعنت بالله عز وجل، على إعطاء كل ذي حق حقه، وعليك بالمداومة ولو على القليل، فإن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
واستمري في مجاهدة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وما دمت في المجاهدة فأنت على خير عظيم إن شاء الله، وعلى وعد من الله بالتوفيق والإعانة، فقد قال عز وجل: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا {العنكبوت:69}.
ثم إن قيامك على ولدك برعايتهم، وتدبير شؤونهم عبادة عظيمة، وقربة جليلة يحصل لك بها عظيم الثواب مع النية والاحتساب، نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.
والله أعلم.