السؤال
جرت العادة الاجتماعية في بلدنا أنه اذا مات قريب(عم، خال...) أن تجتمع العائلة في بيت أهل الميت (معظم الأقارب يبيتون و يقيمون طيلة مدة العزاء. وتعلمون ما في ذلك من إثقال نفسي ومادي على أهل الميت، ولكنها عادة اجتماعية مازال جل الناس يتمسكون بها. علمت أن من السنة ان يعزي الشخص أهل الميت و يخرج مباشرة، ولايمكث عندهم... بل على المسلمين من الأقارب والجيران صنع الطعام لأهل الميت بسبب انشغالهم في مصابهم. كيف يمكن التوفيق بين عاداتنا الاجتماعية والسنة المطهرة. و من هم الأقارب الواجب تعزيتهم في الميت، حيث توفيت خالة زوجي منذ مدة وغضبت حماتي من صديقاتي لأنهن لم يحضرن لتعزيتي بوفاة خالة زوجي...علما أنني لم أغضب لذلك، وقلت لها إنه ليس من الواجب تعزيتي في خالة زوجي، فهي لا تمت لي بصلة رحم، فغضبت والدة زوجي ولم يعجبها كلامي. أفيدونا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاجتماع في بيت الميت بعد موته عادة جاهلية ذميمة، سبق بيان حكمها وما اشتملت عليه من مخالفات شرعية، وذكر أقوال أهل العلم في ذلك في الفتوى رقم: 31143 . فعلى أهل الميت
– بعد دفنه - أن ينصرفوا في حوائجهم ، فمن صادفهم عزاهم، ومن أتى دورهم للتعزية فلا حرج عليهم في استقباله حينئذ، أما أن يجتمعوا في دار، ويعطلوا أعمالهم وأشغالهم لأجل استقبال المعزين، فهذه بدعة لا خير فيها، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وعلى المسلمين تكييف عادتهم الاجتماعية بما لا يخالف السنة.
وأما سؤالك عن الأقارب الواجب تعزيتهم، فنقول ابتداء: التعزية مستحبة وليست واجبة. قال الدردير: وندب تعزية لأهل الميت إلا مخشية الفتنة. انتهى.
وجاء في الفروع: يستحب تعزية أهل المصيبة حتى الصغير ولو بعد الدفن. انتهى.
وتكون التعزية لجميع أقارب الميت من كبير وصغير ورجل وامرأة، إلا المرأة الشابة التي يخشى منها الفتنة، فإنه لا يعزيها إلا محارمها. قال الشافعي رحمه الله: ويعزى الصغير والكبير والمرأة، إلا أن تكون شابة فيقتصر في تعزيتها على محارمها. انتهى.
أما غضب والدة زوجك من عدم حضور صديقاتك للتعزية فلا محل له.
والله أعلم.