السؤال
أنا صاحب الفتوي رقم (119017) لقد حاولت جاهدا وبعد الاستخارة من أن أجد حلا للمشكلة، وتوصلت إلى أن أتحدث مع والدها بصورة مباشرة، وكان حديثنا ذا قبول وانشراح صدر، وقمت بالاستخارة أيضا قبل أخذ هذه الخطوة، ووجدت ترحيبا من أبيها، واتفقنا علي أن الذي حصل بيننا ما هو إلا نزغ من الشيطان، وقال لي أمهلني مدة أتشاور فيها مع أهل بيتي، وأعلمك الرد وقبل انقضاء المدة كان الرد ب:
فضلت إرسال رسالة إليك يا ولدي بدلا من التحدث منعا للحرج، وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، أتمني لك زوجة خيرا من ابنتي. لم أرد على الرسالة وحمدت الله وصليت شكرا له.
وأفأجا بعدها بفترة أن أهلي يطلبون مني العودة إليها مرة أخرى، وذلك لأنها صدفة تقابلت هي وأختي وحدث بينهما نقاش وعادوا إلي صداقتهم من جديد. فهل هذه إشارة من الله أنه ما زال بها الخير؟ أم أن كل ما حصل من قبل كانت إشارات من الله أن الموضوع ليس به خير لي؟
مع العلم أن فتواكم وصلتني اليوم هي الأخرى، أي بعد معرفة ما جد في الموضوع، أنا في حيرة. أسال الله الثبات والوصول للصواب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الاستخارة مندوب إليها في الزواج وغيره من الأمور المباحة، وقد تكلم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ وهذا الأخير هو الراجح عندنا، وهو قول العز بن عبد السلام، قال ابن حجر في فتح الباري: قال ابن عبد السلام يفعل ما اتفق، ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث بن مسعود في آخره: ثم يعزم. اهـ من فتح الباري.
فالذي نوصيك به أن تستمر في محاولة الزواج منها، واستبشر خيرا، واعلم أنك ما دمت صدقت في الاستخارة، فإن الله سيختار لك الخير، مع التنبيه على أن من الصدق في الاستخارة ترك الاختيار وتفويض الأمر إلى الله، قال القرطبي رحمه الله: قال العلماء: وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر حتى لا يكون مائلا إلى أمر من الأمور. اهـ من الجامع لأحكام القرآن.
فإن رفض أبوها ولم يتيسر لك زواجها، فعليك بالبحث عن غيرها من ذوات الدين، كما أوصيناك به في الفتوى السابقة.
والله أعلم.