موقف المسلم من القريب والجار والزميل الذين يؤذونه

0 148

السؤال

تحجيم العلاقة مع القريب والجار والزميل المؤذي... شيخنا الكريم، نرجو من الله أن تكون في أتم الصحة والعافية. أحمد الله تعالى أن هداني ورزقني الصبر على الناس ومقابلة الإساءة بالإحسان.. لكن يوجد نوع من الناس لا يرضيه شيء - وهو الشخص الحسود - فكلما أحس أننا نحاول التقرب منه وصلته تفنن في إيذائنا والحط من قيمتنا وقيمة أطفالنا لدرجة لا تحتمل!!! فجربت معهم طريقة أراحتني وقللت من إيذائهم بشكل ملحوظ وهي عدم الذهاب إليهم إلا في الواجب المحزن أو المفرح الظاهر، وسؤالي هو..: هل يجوز لي ذلك سواء مع القريب أو الجار أو الزميل، وإن كان لا يجوز، فماذا أفعل فهم ينشطون أكثر عندما يحسون بودنا لهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أوصانا الله بالإحسان إلى الأقارب والجيران والزملاء، قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا {النساء:36}، وقد أمرنا الشرع بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا أو يسيء إلينا، فعن أبي هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم. تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار.

والشرع لم يجعل لصلة الرحم أسلوبا معينا أو أوقاتا محددة، وإنما ذلك يرجع إلى العرف، ويختلف باختلاف أحوال الناس، وانظري لذلك الفتوى رقم: 11494.. وعلى ذلك فإذا كان يلحقك ضرر بزيارة بعض الأقارب فلا يلزمك زيارتهم، ويمكنك صلتهم بوسيلة أخرى كالاتصال بهم والسؤال عنهم أو تقليل الزيارات إلى الحد الذي يزول به الضرر.. وأما الجيران والزملاء فلا حرج عليك في تقليل زيارتهم، فإنه لا يلزمك زيارتهم لغير تعزية أو تهنئة، وإنما يلزمك كف الأذى عنهم. وانظري لذلك الفتوى رقم: 97784.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات