السؤال
ربما تجدون قصتي غريبة نوعا ما، ولكن أرجو أن تنال حيزا من اهتمامكم وأن تقفوا بجانبي لأنني أشعر بالضياع.
أنا امرأة متزوجة من 15 عشر عاما، ليس لدي أطفال، و السبب من زوجي، أكملت دراستي وأصبحت معلمة و تقربت جدا من الله، تعلمت على الكمبيوتر ولغات وانترنت.
قادني الفضول لدخول الشات والتحدث للشباب لمجرد الفضول تطورت الأمور إلى تبادل أرقام الجوالات وأحاديث تخرج عن اللياقة والأدب من قبل من يحادثني كنت مستمعة أيضا من باب الفضول والتعرف إلى نوعية الأحاديث التي تجري على الهاتف، وكنت قد قرأت الكثير عن ضحايا النت، فأردت أن أرى كيف يكون ذلك.
المهم أكيد لم يتجاوز الأمر أكثر من ذلك النت فقط شات كتابي و أحاديث على الهاتف، وجدت نفسي أبتعد عن الله، وقلبي يقسو أكيد أنني لم أترك أي من العبادات التي هي فرائض، لا والله ولكن فقدت الشعور بالخشوع واللذة بتلك الطاعات، فقدت الذكر الذي كنت مداومة عليه، عزمت عشرات المرات على ترك ذلك وكان الفراغ يجعلني أعود لمجرد التسلية، كنت أقول لو كنت أما لما فعلت ذلك، لو ولو ..... أعلم أن لو تفتح عمل الشيطان و أنا على علم تام بالأمور الشرعية، فأنا كنت ملتزمة جدا، وثقافتي الدينية لا بأس بها، و أنا في عملي ناجحة جدا، وقد وصلت بوقت قصير إلى مرتبة عالية، لا أريد الاستمرار هكذا أخشى أن أقبض على معصية لا أريد أن أشعر بأن الله غير راض عني، أريد أن أعود كما كنت. هل هذا مستحيل؟ أرجوكم ساعدوني بعد الله عز وجل فهذا رجائي من الله أولا ثم منكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن محادثة المرأة للرجال الأجانب عن طريق الانترنت أو غيره يعتبر أمرا محرما، وإذا كانت المرأة متزوجة كانت الحرمة أشد، ولا يسوغ هذه المحادثة كونها مجرد شات كتابي أو أحاديث عبر الهاتف. فالواجب عليك المسارعة إلى التوبة واجتناب مثل هذه المكالمات.
وقد أحسنت بتسمية هذا الأمر فضولا، ولكن اعلمي أن السلف قديما قالوا: إياك والفضول فإن حسابه يطول اهـ.
وأحسن من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، فانظري كيف جرك ذلك الفضول إلى هذه العواقب السيئة من البعد عن الله وقسوة القلب، وفقد الشعور بلذة الطاعة وحلاوة العبادة، وقد استدرجك الشيطان إلى ذلك، وإن لم تتداركي نفسك وترجعي إلى ربك وتتوبي إليه، قد يقودك إلى ما هو أعظم، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر {النور:21}.
ومما يمكن أن يعينك في تصحيح المسار عدة أمور نذكر منها:
أولا: استحضارك رقابة الله عز وجل عليك، قال تعالى: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا {النساء: 1}.
ثانيا: كثرة ذكرك للموت والخشية من أن يفجأك وأنت على معصية، قال الله سبحانه: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون {الزمر:54}.
ثالثا: أن تستشعري أن الفراغ نعمة تسألين عنها أمام الله تعالى، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. فاستثمري هذا الفراغ فيما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
رابعا: عليك بالحرص على مصاحبة الصالحات اللائي يذكرنك بالله إذا نسيت ويكن عونا لك إذا ذكرت.
وأما بالنسبة لإنجاب الذرية فننصحك بالتوجه إلى الله تعالى فإنه على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، قال تعالى: لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور{الشورى:49}. وراجعي الفتوى رقم: 15268.
والله أعلم.