طلقها زوجها قبل الدخول كتابة فرفض أبوها تجديد العقد

0 222

السؤال

حائرة ماذا أفعل؟
أنا فتاة تم عقد قراني على شاب خلوق ومتدين ويخشى الله في كل أموره, وقد تم العقد بموافقة والدي وبشهادة الشهود وتم تصديقه في المحكمة, مع العلم أنني في بلد وهو في بلد آخر وأنتظر تأشيرة السفر كي أذهب إليه وهو الآن أتم إعداد بيت الزوجية، منذ فترة نشبت مشادة كلامية بيني وبينه, وأراد إخافتي فقال لي أنت طالق وذلك في محادثة كتابية على الإنترنت, وقد أقسم أنه لا ينوي الطلاق وقد كتبها دون وجود نية، وأنه حينها يعلم وعلى يقين بأنه لا يقع الطلاق بهذه الصورة لأنه قرأ فتوى مشابهة من قبل تقول أن الطلاق دون نية لا يقع، وبعد فترة أردنا التأكد إن كان وقع الطلاق وذلك لخوفنا من الله ورغبتنا أن نكون على يقين وأن تطمئن قلوبنا، سأل أكثر من شيخ وأفتوا بأن الطلاق وقع في هذه الحالة وأنه يجب عليه عمل عقد جديد لأنه لم يدخل بي بعد، فأبلغنا والدي وأهله بالأمر. وقد ذهب والدي للمحكمة وسأل عن إجراءات العقد الجديد واتفق والدي وأهل زوجي أن يستكملوا الإجراءات في يوم محدد، وقبل هذا اليوم المحدد اختلفت أنا وخطيبي على شيء ومن ثم اتفقنا وقد علم والدي باختلافنا, فاتصل خطيبي بوالدي ليعتذر له، مع العلم بأن الخلاف كان بيننا على أمر بسيط ويخصنا ولا يؤثر على والدي, ولكن من باب تطييب خاطره، وفجأة وبدون أي مبرر أوقف والدي إجراءات العقد الجديد, وحاولت إرضاءه والتحدث إليه فرفض وهو الآن مقاطع لي ولا يتحدث إلي مهما حاولت، مع العلم أنني أعيش معه وحدي وأخي في بلد آخر وأمي متوفاة, وبعد يومين أتى أهل خطيبي وحاولوا استرضاء والدي فأهانهم وأهانني أمامهم بلا سبب، وقال بأنه ليس لديه بنت وأنه غير مسؤول عني، وقد طلب منهم أن يرسلوا ورقة طلاق رسمية إلى المحكمة لينهي كل شيء.أود إخباركم بحقيقة أن والدي أراد من قبل أن يحرمني من ميراثي من والدتي رحمها الله، ولكني بفضل الله، ولأن ميراثي في جهة حكومية وقد كانت الوالدة وصت بالقسمة الشرعية في حال وفاتها فقد أخذت حقي، ومع ذلك كنت أتحرى إرضاءه وعدم إغضابه في أي حال، مع أنه كان دائما ما يؤذيني بتصرفاته وأحكامه علي، وهو من وقت طلبي لميراثي يضيق علي حياتي وحينما استلمت ميراثي شعرت أنه جن جنونه وأراد الانتقام مني بإهانتي وتطليقي من زوجي، وفي آخر فترة لم يعد يصرف علي كوجه من العقاب وأصبحت اشتري أكلي وملبسي وكل شيء يلزمني من مهري أو من ميراثي, ومع ذلك يا شيخ أنا فوضت أمري إلى الله وأردت ألا أغضبه لأي سبب، وأحاول دائما أخذه باللين والكلمة الطيبة ما استطعت، وأن التزم الصمت حتى أصل لزوجي فماذا أفعل الآن؟ هل فعلا وقع الطلاق في البداية، وليس هناك أي مخرج لهذه القضية؟ وهل موافقة والدي على العقد الأول تجيز لنا عمل العقد الثاني إن كان قد وقع الطلاق دون ولايته وبولاية خالي المتواجد في بلد زوجي؟ وهل يجوز لي السفر دون إذن والدي؟ فأرجوكم أنا في حيرة من أمري ولم يتبق على موعد سفري المقر سوى القليل وأنا لا أسأل فقط عن فتوى أريد منكم النصيحة والمشورة أيضا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا في حرصك على إرضاء والدك وحذرك من إغضابه.

 وقد اختلف العلماء في كتابة الطلاق هل يقع بها الطلاق أم لا؟، والراجح عندنا أن كتابة الطلاق من كناياته فلا يقع بها الطلاق إلا مع النية، كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 167795.

وبناء على هذا، فإن لم يكن زوجك قد نوى وقوع الطلاق فلا يقع هذا الطلاق وتكون العصمة باقية بينك وبين زوجك، ولا يحق لوالدك منعك من السفر إلى زوجك لغير مسوغ شرعي في هذا المنع، وإذا أردتم الأخذ بالأحوط وتجديد العقد فلا بد من إذن الولي، فإن امتنع وليك عن تزويجك، زوجك وليك الأبعد، فإن لم يوجد أو وجد وامتنع فارفعي الأمر إلى القاضي الشرعي، وأما الخال ونحوه من ذوي الأرحام فلا يكونون أولياء، فالأولياء يكونون من العصبة.

وننصح على كل حال بالاستعانة بالعقلاء وذوي الرأي من أهلك أو غيرهم للحديث إلى والدك ليعمل بما فيه مصلحتك بعيدا عن العصبية، والغضب.

 وننبه في الختام إلى بعض الأمور ومنها:

الأمر الأول: أنه ينبغي الحذر من أسباب الخلاف في الحياة الزوجية وخاصة إن كانت لا تزال في بدايتها.

الأمر الثاني: أن الميراث حق فرضه الله تعالى لأصحابه فلا يجوز لأحد منع آخر شيئا من حقه في هذا الميراث.

الأمر الثالث: أن البنت إذا كانت لها مال تنفق منه على نفسها فلا يجب على والدها أن ينفق عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات