الوساوس والخواطر التي تهجم على النفس ويكرهها الإنسان

0 230

السؤال

أيها الشيخ الفاضل: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين.
سؤالي لك أيها الشيخ الكريم هو الآتي :
أنا رجل أنعم الله علي بنعمة الإسلام، وأقوم بأداء فرائض هذا الدين ما استطعت (أحافظ على جميع الصلوات ما استطعت، أزكي، أصوم رمضان، أتصدق) وكل ذلك بفضل الله وبحمده. إلا أن مشكلتي المستعصية هي وساوس الشيطان – لعنه الله – التي تلازمني ولا تنفك عني، حيث تتمثل هذه الوساوس وللأسف بشخص الله عز وجل، وذلك بأنني أتخيل الله العظيم بأشكال قد يستحي إبليس نفسه منها، وأحيانا أشعر (وبخاصة عند الغضب) أنني أشتم الذات الإلهية والعياذ بالله حتى أفقت من النوم في يوم من الأيام وأنا أسب الذات الإلهية من غير وعي مني (أستغفر الله العظيم)، وأشعر بأنني سأموت وأنا أكفر (اللهم ارزقنا حسن الخاتمة يا أرحم الراحمين) حتى لم أعد أستطيع التركيز لا في عملي ولا في بيتي ولا في أي مكان آخر.
فهل أنا خارج عن الملة؟ مع العلم أن هذه الوساوس والحمد لله لم تترجم إلى أقوال أو أفعال.
حفظكم الله ورعاكم وأدامكم ذخرا للإسلام والمسلمين .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوسوسة شيء يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان، ومن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به أو يتكلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم. فليس المرء بمؤاخذ عليها طالما أنها مجرد وساوس وخواطر تهجم على النفس، يكرهها الإنسان وتزعجه.

وكره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله ‏عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد ‏وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم. قال النووي: معناه: استعظامكم ‏الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا ‏عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك اهـ. وراجع في ذلك الفتويين: 7950، 12300.

فليبشر السائل الكريم، فإنه إن شاء الله من هذا النوع؛ حيث يقول عن نفسه: (هذه الوساوس والحمد لله لم تترجم إلى أقوال أو أفعال).

فعليك أخي الكريم أن تطرح عن نفسك هذه الوساوس ولا يستجرينك الشيطان، وأحسن الظن بالله، وأقبل على حياتك مستعينا به سبحانه، واحرص على ما ينفعك متوكلا على الله، فإن ما تشكو منه من الحزن والقلق إنما هو من فعل الشيطان، وقد سبق لنا التنبيه على سبل التخلص من الوسوسة في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3086، 60628، 2081، 78372، 28751، 37959.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة