كان ينبغي لك النفي القاطع لإرادتك الزواج منها

0 222

السؤال

أنا عادل الذي طلب الفتوى من فضيلتكم بخصوص حرمة تخبيب الزوجة على زوجها وكان هذا في 03 جمادي الأولى 1430 / 28-04-2009 رقم الفتوى هو 120817 ونص رسالتي هو:
أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، تعرفت على فتاة وبعدها علمت منها أنها مخطوبة لشاب آخر، قالت لي إنها في البداية رضيت به، ولكن بعد شهر علمت مساوئ أخلاق هذا الشاب فطلبت من أهلها فسخ الخطوبة لكن أهلها رفضوا هذا لخوفهم على ابنتهم من العنوسة، وتم العقد على زواجهما، هي الأن خائفة على نفسها من الزواج به لسوء أخلاقه، أخبرتني أني إن كنت أريدها حقا للزواج فستقنع أهلها بفسخ زواجها، ويعلم الله صدق نيتي في الزواج منها ونحن متعلقين ببعضنا جدا، فضيلتكم أعلم أنني وقعت في ذنب عظيم بعلاقتي مع هذه الفتاة، ولكني لا أريد أن أقع في ذنب أعظم، أرشدوني ماذا عساي أفعل؟ أنا خائف من سخط الله علي، أنا متيقن من أنه إن تركت الفتاة هذا الزوج سأتزوجها، لكن هل يحكم علي أني خطبت على خطبة مؤمن آخر، فأرجو أن تفيدوني بفتواكم أنا تائه لا أعلم ماذا أفعل؟
فضيلتكم أريد أن أحمد الله على توبتي وأشكركم على فتواكم، فقد قطعت كل علاقتي مع هذه الفتاة لكن أريد فقط أن أشير إلى أشياء والله على ما أقول شهيد:
1- عقد زواج الفتاة تم ولكن دخلتهما لم تتم بعد 2- والله لا أعرف ولم أرى زوجها في حياتي قط 3 - والله لم أنطق بكلمة سوء واحدة عن هذا الزوج لأني لا أعرف عنه سوى ما حكته لي الفتاة 4- يعلم الله أني حاولت بقصارى جهدي أن أوفق بينهما وكنت دائما أقنعها بأن الشاب سيتغير بعد الزواج 5 - كيف أخبب الزوجة وهي لم تكن مقتنعة به منذ البداية وقد أخبرتكم أنها وافقت عليه طاعة لأهلها.
فضيلتكم أعلم أني أخطأت لكن أن يصل بي الأمر لإفساد الأسر وتحريضها على ترك زوجها فالموت أهون عندي من هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت حين قطعت علاقتك مع هذه الفتاة، وظننا بك أنك ستفعل لما التمسنا من صدقك من خلال سؤالك. ونسأل الله تعالى أن يعفو عما مضى، وأن يوفق إلى إحسان العمل فيما يستقبل.

 وإننا لم نظن بك شرا أو أنك أردت إفساد هذه المرأة على زوجها، ولكن ما ذكرت من إخبارها إياك بأنك إن كنت تريد الزواج منها فستقنع أهلها بفسخ الزواج، وسكوتك على هذا الكلام. قد يكون مظنة لإفسادها على زوجها، وكان ينبغي لك النفي القاطع لإرادتك الزواج منها، كما أن محاولاتك بقصارى جهدك التوفيق بينها وبين زوجها هو خطأ أيضا: لأن الواجب هو الابتعاد عنها  ثم ما يدريك أنها لو طلقت ثم تزوجتها أن تكون حياتك معها سعيدة.

فقد رأينا حالات كثيرة من الزواج الذي يقوم على مثل هذا الحب المزعوم ويكون نهايته الفشل بسبب ما قد يظهر كل من الطرفين من مظاهر خداعة يتبين فيما بعد أنها محض سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. {البقرة:216}.

 وأما هذه الأشياء التي أشرت إليها بالأرقام في نهاية السؤال فلا تأثير لها فيما أفتيناك به.

وإذا أردت الزواج من امرأة فأعلم أنه يكفيك أن تسأل من يعرفها من الثقات عن دينها وخلقها، فإذا أثنوا عليها خيرا رأيتها الرؤية الشرعية واستخرت الله تعالى في أمرها، فإن كان في زوجك منها خيرا يسره الله لك بمنه وكرمه، وانظر الفتوى رقم: 19333 وهي عن الاستخارة في النكاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة