عاقبة الربا وبيان البدائل المباحة في الشرع

0 276

السؤال

بإختصار شديد ووضوح، معاك مبلغ كبير من المال وأنت لا تستطيع أن تتاجر ولا تتشارك مع أحد، وهذا المبلغ هو مصدر دخلك الوحيد و معاشك فما هو بديل البنك بصراحة شديدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأكل الربا من كبائر الذنوب، وقد توعد الله تعالى آكل الربا بالحرب، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. {البقرة:278-279}.

 والربا يمحق المال ويذهب بركته، قال تعالى: يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم. {البقرة:276}.

قال الفخر الرازي في تفسيره:

 محق الربا في الدنيا من وجوه :

 أحدها: أن الغالب في المرابي وإن كثر ماله أن تؤول عاقبته إلى الفقر وتزول البركة عن ماله قال صلى الله عليه وسلم: الربا وإن كثر فإلى قل .

وثانيها: إن لم ينقص ماله  في الظاهر  فإن عاقبته الذم والنقص وسقوط العدالة، وزوال الأمانة، وحصول اسم الفسق والقسوة والغلظة .

وثالثها: أن الفقراء الذين يشاهدون أنه أخذ أموالهم بسبب الربا يلعنونه ويبغضونه، ويدعون عليه، وذلك يكون سببا لزوال الخير والبركة عنه في نفسه وماله .

ورابعها: أنه متى اشتهر بين الخلق أنه إنما جمع ماله من الربا توجهت إلى الأطماع، وقصده كل ظالم ومارق وطماع، ويقولون إن ذلك المال ليس له في الحقيقة فلا يترك في يده .

وأما إن الربا سبب للمحق في الآخرة فلوجوه :

الأول: قال ابن عباس رضي الله عنهما: معنى هذا المحق أن الله تعالى لا يقبل منه صدقة ولا جهادا ولا حجا ولا صلة رحم .

وثانيها: إن مال الدنيا لا يبقى عند الموت ويبقى التبعة والعقوبة وذلك هو الخسار الأكبر .

وثالثها: أنه ثبت في الحديث أن الأغنياء يدخلون الجنة بعد الفقراء بخمسمائة عام، فإذا كان الغني من الوجه الحلال كذلك فما ظنك بالغني من الوجه الحرام المقطوع بحرمته كيف يكون فذلك هو المحق والنقصان . انتهـى .

فلا يجوز للإنسان أن يضع أمواله بالبنوك الربوية ويأخذ عليها فوائد ربوية، وعلى العاقل أن يحذر من هذه الكبيرة، وأن يتقي الله تعالى ويعلم أن من اتقى الله رزقه الله من حيث لا يحتسب .

أما ما هو بديل البنك فهو الاستثمار  في الأمور المباحة من أنواع التجارة من قراض وغيره.

 ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 73380، 112148 ، 113881 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى