0 410

السؤال

هل من الممكن أن يتقبل الله دعاء الزوجة على زوجها، وإن كان قد ظلمها بالفعل فى بعض الأمور؟ وهل يجوز فى الأصل أن تدعو الزوجة على زوجها أم هو حرام؟ مع العلم بأن الزوج إذا كان قد ظلمها في بعض الأوقات فإنه يبدي ندمه على ذلك، ولكن في نفسه ولا يبين ذلك لزوجته حتى لا يخدش كرامته؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن دعوة المظلوم من الدعوات المستجابة الجائزة؛ كما في حديث الصحيحين: واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب. وفي الحديث: ثلاثة لا يرد دعاؤهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. رواه ابن خزيمة في صحيحه والترمذي في السنن، وقال: هذا حديث حسن.

وأما دعاء غير المظلوم فهو من الظلم الذي لا يجوز فعله، فقد قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما.. قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية يقول: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه... انتهى.

هذا ويتعين على الزوج عند ظلمه لزوجته أن يعتذر لها ويستسمحها ويترضاها، فقد قال أبو الدرداء لامرأته: إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبت رضيتك، فمتى ما لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن عساكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة