السؤال
أنا شاب مقيم بكندا، كنت عاطلا عن العمل، ثم وضعت خطة مشروع لشركة استيراد وتصدير، على أن أشتري قطع الكمبيوتر المستعملة من كندا، ثم تصديرها لدولة تستخدمها مثل مصر مثلا، وبعد أن جمعت جميع عناوين الشركات التي تبيع المستعمل، عرضت الأمر على صديق مقيم معي بكندا فوافق وشاركني ب 10000 دولار، ثم سافرت أنا للحصول على عميل مستورد من مصر ليشتري مني، وبالفعل اجتهدت ووجدت، وطلب مني شاشات كمبيوتر وأعطاني 9000 دولار تحت الحساب وكتبنا عقدا بذلك، فاتصلت وأنا في مصر بشريكي في كندا، فأخبرني شريكي أنه وجد الشاشات ودفع 1000 دولار لحجزها، فأرسلت لشريكي ال 9000 دولار من مصر، فإذا بشريكي قد أخذ المال ولم يرسل الشاشات، وعند محاولة الاتصال به تنصل من الموضوع وأغلق الهاتف.
الآن ، أولا : ما هو موقفي أنا تجاه التاجر المصري؟
ثانيا : التاجر يتهمني أنا بأنني نصاب وقمت بخيانة الأمانة وبيع ما لا أملك، فكيف أبرئ نفسي من هذه التهمة مع الوضوح التام بأنني لم أستفد دولارا واحد من هذا الأمر؟
ثالثا : ما هو الحل من وجهة نظركم مع العلم أنني لا أملك أي مال أو رهن أو عقار؟
رابعا : ما السبيل للخروج من أزمة البطالة وأنا أخلصت النية لله واجتهدت وفشلت ولكن بسبب طمع آخرين. فما الحل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت قد بعت للتاجر المصري هذه الشاشات قبل أن تملكها فقد بعت ما لا تملك وهذا البيع باطل، لما رواه أصحاب السنن عن حكيم بن حزام قال : يا رسول الله يأتيني الرجل فيريد مني البيع ليس عندي أفأبتاعه له من السوق ؟ فقال: لا تبع ما ليس عندك. وحسنه الترمذي .
ويمكنك مراجعة ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 23159، 33867، 43155.
و يستثنى من بيع المعدوم وما ليس عند الإنسان السلم، وقد سبق في الفتوى رقم:11368 بيان هذا النوع من البيع بشروطه والتي من أهمها: تسليم رأس المال للمسلم إليه في مجلس العقد.
فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه، ويلزمك أن ترد المال الذي أخذته لهذا التاجر، وترجع بهذا المال على صديقك المقيم بكندا، ويمكنك أن تبين له أنك لم تتعمد خيانته ولكن من تسبب في ذلك هو صديقك الذي في كندا، فإذا كنت لا تملك هذا المال فهو دين في ذمتك يلزمك أداؤه متى تمكنت من ذلك، وعليك أن تسلك السبل المشروعة لاستعادة هذا المال من صديقك الذي في كندا.
أما السبيل للخروج من أزمة البطالة التي تعاني منها، فننصحك بأن تتوكل على الله تعالى وتكثر من الاستغفار والدعاء، وأن تجتهد في الأخذ بالأسباب مع الحيطة والحذر من حبائل النصابين مجددا.
ونسأل الله تعالى أن يوفقك لطاعته وأن يغنيك بفضله عمن سواه .
والله أعلم.