السؤال
أنا- سامحني الله على غلطي- زنيت مع بنت، وتبت إلى الله لكني أراها دائما، وتجلس معي كثيرا في الشقة أمام الأب والأم، وقد تاب الله علي ولن ألمسها أبدا. أريد حكم الزنا؟ هل يتوب الله علي؟
أنا- سامحني الله على غلطي- زنيت مع بنت، وتبت إلى الله لكني أراها دائما، وتجلس معي كثيرا في الشقة أمام الأب والأم، وقد تاب الله علي ولن ألمسها أبدا. أريد حكم الزنا؟ هل يتوب الله علي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أنك أتيت ذنبا كبيرا وجرما قبيحا، وقد سبق بيان حكم الزنا مفصلا في الفتويين رقم: 96395، 97292.
ومع هذا فإنك إذا أخلصت التوبة إلى الله فإنه سبحانه وتعالى غفار لمن تاب، وانظر شروط التوبة الصادقة في الفتوى رقم: 24611. فمن حقق هذه الشروط فهو إن شاء الله من التائبين حقا، والله عز وجل قد وعد بقبول توبة التائبين بقوله: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون. {الشورى: 25}. يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى: قد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوبة فقال: وتوبوا إلى الله جميعا .{النور:31} ووعد القبول فقال: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده. وفتح باب الرجاء فقال: لا تقنطوا من رحمة الله. انتهى.
واعلم أيها السائل أن عليك أن تقطع علاقتك تماما بهذه الفتاة فلا تراها ولا تراك، ولا تحدثها ولا تحدثك، أما أن تتوب من الزنا ثم تجالسها في كثير من الأوقات، فهذا لا يفيدك، ويوشك أن يستزلك الشيطان إلى الفاحشة مرة أخرى.
جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: قال في رجل قال: لو ضربت ما زنيت ولكن لا أترك النظر، فقال أحمد رضي الله عنه: ما ينفعه ذلك، فسلبه الانتفاع بترك الزنا مع إصراره على مقدماته وهو النظر. انتهى.
وجاء في ذم الهوى لابن الجوزي: عن أبي بكر المروزي قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل رجل تاب وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية الله إلا أنه لا يدع النظر، فقال: أي توبة هذه. انتهى.
واعلم أن علم أبيك وأمك بعلاقتك بهذه الفتاة وحضورهما لمجلسكما لا يغير من الأمر شيئا، فالواجب عليك أن تتقي الله سبحانه وتجتنب لقاء هذه الفتاة مطلقا.
والله أعلم.