السؤال
سؤال حول زواج الشخص الذي يشعر بالمشاعر المثلية وهو الآن يكتم الأمر عن الجميع ولا يريد ممارسة الفواحش، وهل الزواج حل له؟ فإن تزوج ولم يستطع إشباع المرأة، أو أن تخونه شهوته فتفضحه أمامها بأن لا يستطيع المتعة، فهل يكون عندئذ مذنبا؟ وماذا لو أحست المرأة بسرحانه مثلا وأنه بعيد عنها روحيا، فهل يخبرها بالأمر أم أن ذلك خراب للبيت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أحس من نفسه بمثل هذه المشاعر فعليه أن يلجأ إلى الله سبحانه بالدعاء أن يصرف عنه هذه الخواطر ويكفيه شرها وخطرها, ثم عليه أن يبادر إلى الزواج خصوصا إذا خشي الوقوع في الفتنة، فإن الزواج حينئذ يصبح فرضا متحتما عليه.
قال ابن قدامة في المغني: والناس في النكاح على ثلاثة أضرب ؛ منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء، لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.
وما يخشاه من عزوب شهوته عن زوجه، أو عدم قدرته على إشباعها جنسيا أو عاطفيا, كل هذا من وسوسة الشيطان له ليصده عما شرعه الله له من الزواج، ويوقعه فيما حرم الله من الموبقات، فعليه أن يستعيذ بالله من كيد الشيطان وشره، وأن يسارع إلى النكاح ففيه-إن شاء الله-العفة لنفسه والتحصين لفرجه, هكذا أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. متفق عليه.
وليحذر تماما أن يحدث أحدا بهذا البلاء لا زوجته ولا غيرها، بل واجب عليه أن يستتر بستر الله عليه.
ثم عليه بالإكثار من الصلاة وذكر الله، فإنهما حرز للمرء أيما حرز من مقارفة الفواحش والمنكرات قال سبحانه: اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. {العنكبوت:45}.
جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث: أن يحيى بن زكريا قال لبني اسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، و إن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
والله أعلم.