السؤال
أنا أعيش في بلدمسلم يصعب فيه التدين لكثرة الفتن ومعاقبة المتدينين، ومنع الدروس الدينية، وأريد أن أتعلم العلم الشرعي وطبعا هذا مستحيل في بلدي، أرغب في الهجرة لبلد مسلم يعينني على المحافظة على ديني، لكن زوجي لا يهمه الأمر ولا يرغب في ذلك، وهو لا يحافظ على صلاته بسبب التجارة. لي منه طفلان وأنا أصبحت أخشى على نفسي من فساد ديني حيث إن درجة تديني في تناقص مستمر، وأنا لا أدري ماذا أفعل؟أرشدوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على تعلم العلم الشرعي، والمحافظة على دينك وحذرك من أسباب الفساد ، وطلب العلم الشرعي فريضة على كل مسلم ومسلمة، فيجب وجوبا عينيا أن يتعلم المسلم من أمور دينه ما يصح به إيمانه، ويؤدي به فرائض دينه التي كلفه الله بها، ومع توفر وسائل التعليم في عصرنا كالإنترنت وغيره لم تعد هنالك حاجة لأن تهاجري من أجل طلب العلم الشرعي، وقد رأينا الآن من يستطيع من خلال هذه الوسائل أن يكمل دراسة جامعية ينال بعدها الشهادة. وفي موقعنا هذا الشبكة الإسلامية الكثير من الخير حيث يمكنك تعلم الكثير من خلال الفتاوى، أو المقالات، أو الدروس والمحاضرات المسموعة.
ولا يجوز للمسلم البقاء في مكان يغلب على الظن حصول الفتنة في الدين له بالبقاء فيه، وكما تشرع الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تشرع كذلك الهجرة من بلاد المعصية والفسق إلى بلاد الطاعة، وانظري الفتويين: 25370، 48193.
فإن كنت تخشين على نفسك وأولادك الفتنة بالإقامة في هذا البلد فحاولي إقناع زوجك بأسلوب طيب بالهجرة بكم إلى بلد تأمنون فيه على دينكم، فإن اقتنع فالحمد لله، وإن أصر على البقاء وكان في قرارك في بيتك وقوع في الفتنة أو خشيتها، فلا طاعة له عليك في البقاء هنالك، فالطاعة إنما تكون في المعروف، وليس من المعروف أن يصر الرجل على إقامة زوجته وأولاده في بلد يخشون فيه على دينهم كما بينا بالفتوى رقم: 7930 . فراجعيها، وإذا لم تجدي بلدا يمكنك أن تهاجري إليه واضطررت للبقاء في بلدك فعليك أن تتقي الله ما استطعت وأن تجتهدي في الحذر من أسباب الفتنة، ومن ذلك عدم الخروج من البيت إلا لأمر لا بد لك منه.
ونوصيك بمناصحة زوجك وتخويفه بالله تعالى من التفريط في الصلاة، وذكريه بقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون. {المنافقون:9}.
وقوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا*إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا. {مريم: 58،59}.
فإن لم تجد فيه نصيحتك فالأولى أن تطلبي منه الطلاق، فإنه لا خير في من يترك الصلاة أو يستهين بها.
والله أعلم.