الاحتفال بذكرى الزواج.. رؤية شرعية

0 634

السؤال

من فضلكم، هل يجوز للزوج والزوجة أن يحتفلا بذكرى زواجهم بتقديم الزوج لزوجته بعض الورود، أو بعض الأشياء المعبرة عن الحب، بشرط أن لا يشاركهم الاحتفال طرف ثالث، مع العلم أني رفضت الاحتفال بهذه الطريقة، لكن كانت ردود الفعل من زوجتي غير مريحة، مع اللوم الشديد، وقالت إنها سمعت أنه يجوز للزوجين أن يحتفلا بعيد زواجهما على انفراد، وأنها في المستقبل ستحتفل به بطريقتها أي أنها ستحتفل به مع أهلها، لأن أمها وإخوانها يحتفلون بأعياد ميلادهم، ولما أنكرت عليها ذلك لم تقتنع رغم إصراري على ذلك، وأثناء المناقشة قلت لها لن نحتفل بأعياد الميلاد، أما ذكرى زواجنا فسأنظر في ذلك وأظن والله أعلم أنه سيمر الوقت كئيبا لمدة إن لم أنفرد أنا وهي بذلك الاحتفال، زيادة على أنها ستعمل على الاحتفال به مع أهلها وإن رفضت أنا الأمر. إذا إما أن أحتفل معها ونعيش لحظات من الحب إن كان الأمر جائزا، وإما أن أمنعها عن ذلك فلا تبالي وترتكب معصية بعدم طاعة زوجها. فما العمل إذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاحتفال بذكرى الزواج - بغض النظر عن كيفية هذا الاحتفال - لا أصل له في عادات المسلمين، وإنما هو من عادات غير المسلمين، فالواجب على المسلم اجتناب ذلك.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم احتفال الزوجين فيما بينهما  بيوم الزواج، فأجاب: أرى أن ذلك لا يجوز؛ لأنهم يتخذون هذا عيدا: كلما جاء ذلك اليوم اتخذوه عيدا يتبادلون فيه الهدايا والفرح وما أشبه ذلك، لكن لو فعلوا هذا عند الزواج ليلة الزفاف أو في أيام الزواج فلا بأس، أما أن يجعلوه كلما مر هذا اليوم من كل سنة فعلوا هذا الاحتفال فلا يجوز. فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين.

ولا شك أنه بوسع الزوجين أن يعبر كل منهما للآخر عن مشاعر الحب والمودة بوسائل كثيرة مشروعة، فمن الممكن إهداء الهدايا في أي وقت من العام، دون الحاجة لهذا الاحتفال السنوي.

وعلى ذلك، فلا يجوز لك مجاراة عادات غير المسلمين، والواجب على زوجتك أن تطيعك في ترك هذه العادة فإن طاعة الزوج واجبة في المعروف، ولا يجوز لها مخالفتك بالاحتفال في بيت أهلها، لكن عليك أن تبين لها هذا الأمر وتطلعها على كلام أهل العلم فيه، وتسعى لتعليمها أمور دينها وتقوية صلتها بربها، وعليك بالتوكل على الله وكثرة دعائه، واعلم أن الإنسان إذا صدق في طلب مرضاة ربه أرضى الله عنه الناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة